الإعلامية شيرين عبد الجواد تتسأل من يقود العالم بعد كورونا ؟

..
شيرين عبد الجواد  رئيس فرع امريكا لإئتلاف  الجاليات المصرية  فى أوروبا 

الوكالة الكندية للانباء (خاص نيويورك)

أصاب وباء فيروس كورونا العالم كله بالرعب..الغني و الفقير..المتدين و الملحد.. 

و من المؤكد أن لانتشاره أسبابا لا تتعارض مع المشيئة الإلهية ، و مع ذلك يصر البعض علي أنه غضب الهي ..
و علي الرغم من كل مخزون العالم المتقدم من أسلحة تقليدية و ذرية و هيدروجينية ، فلم تستطع هذه الدول بأسلحتها من هزيمة فيروس متناهي الصغر يحركه الهواء!!! وباتت شعوب العالم حبيسة منازلها و الشوارع شبه مهجورة، و اكتشفنا أن العالم لم يعد قرية صغيرة كما كنا نعتقد ، بل أصبح حارة صغيرة في العالم الافتراضي و السوشيال ميديا
و في كل برامج التليفزيون في أوربا و أميركا نفسها ، كان السؤال الدائم و بإندهاش ممزوج  بالاستياء و الغضب:
هل تعجز الدولة عن تصنيع الكمامات الطبية و أجهزة التنفس الصناعي لإنقاذ المرضي؟
و أصبح وعي المواطن و أولوياته هو الذي سيدفع الدول نحو اعادة النظر في نموذجها الاقتصادي  بإستعادة دور التصنيع المحلي الوطني بعد ما  فوضت الكثير من الدول الصين لتكون أكبر مصنع في العالم يزود البشرية كلها بالكثير مما تحتاجه.

و رغم كون الصين بؤرة كورونا الأولي إلا أنها لم تتأخر عن دعم و رعاية مواطنيها و أيضا قامت بدعم دول آسيا و كذا جيرانها من بقية الدول ، بإعتبار أن الكل في واحد.

و علي العكس من ذلك سقطت أوربا و الاتحاد الأوربي و تم إغلاق الحدود بين الدول علي الرغم من مخالفة ذلك لاتفاقية الشنجن ، و قد شاهدنا جميعا التقصير في إنقاذ إيطاليا و امتناع من لديه عن إنقاذ من يحتاج العون ، و النتيجة المتوقعة بعد ذلك أن كل التجمعات الدولية ستراجع موقفها و هل ستستمر أم آن الأوان لتغيير الأوضاع و البحث عن نموذج واقعي.

و في ضوء الهلع و التخبط و عدم الاستعداد الجيد و استمرار زيادة معدل الإصابة في الولايات المتحدة الأمريكية ، نتسائل:

هل هي حقًا القوة الحقيقية المهيمنة علي العالم؟
و هل تصلح الصين أن تقود العالم؟
علي الرغم من أن أسلوب الحياة داخل الصين و تعامل شعبها مع أكل و استخدام كل المخلوقات الحية، سوف يجعل من المحتمل ظهور أوبئة أشد فتكًا في المستقبل.

و من أهم ايجابيات هذا الوباء ، تصحيح بعض أوضاع المناخ المختلة علي مستوي الكرة الأرضية ، و تنفست الأرض من جديد بعد الهدوء الذي ساد المناطق الصناعية، مما يؤكد أن الإنسانية قادرة علي إهلاك الأرض ، و أيضا قادرة علي انقاذها إذا ارادت.

في النهاية لن يفيد البشرية الا العلم و العلماء و البحث العلمي الطبي و الذي لو حصل علي جزء يسير من ميزانية البحث العلمي العسكري و تصنيع الأسلحة و غزو الفضاء ، فاعتقد أن شكل العالم سيتغير و لن نتعرض لأي خطر من أي نوع من الفيروسات أو الحروب البيولوجية.