اليد الحمراء ألة القتل السريع من قبل الاستخبارات الفرنسية لرموز الحركات الوطنية فى المغرب العربى


الوكالة الكندية للأنباء (fathy el dapa)
اليد الحمراء (بالفرنسيةLa Main Rouge)‏ هي عصابة إرهابية قامت بتكوينها أجهزة الاستخبارات الفرنسية نشطت ببلاد المغرب العربي وبأوروبا، لا يعرف بدقة عناصرها كما لم يقدموا للمحاكمة.
قام جهاز التوثيق الخارجي والاستخبارات المضادة تحت قيادة بيار بورسيكوت بانشاء وحدة خاصة بالاغتيالات أهدافها رموز الحركات الوطنية في تونس والجزائر والمغرب. أصبحت الوحدة نشطة فور إنشاءها واستمرت في عمليات الاغتيال من سنة 1952 إلى فترة الستينات، وكانت عمليات الاغتيال تتم تحت شعار منظمة إرهابية
سنة 1957 تولى الفريق لواء بول غروسن قيادة جهاز التوثيق الخارجي والاستخبارات المضادة وقام بإعادة تفعيل الوحدة وتطوير طريقة العمل بها وقد تم تعيين قنسطنطين ملنيك على رأس الوحدة وأصبحت أهدافها اغتيال رموز ومؤيدي جبهة التحرير الوطني الجزائرية وخاصة من عرفوا بأصحاب الحقائب وهم المثقفون الجزائريون بأوروبا.
قامت الوحدة باغتيال أكثر من 200 شخص منهم 135 في سنة 1960، وشملت أنشطة الوحدة أكثر من خمس دول أوروبية، بالإضافة لدول المغرب العربي، وتنوعت عملياتها بين التسميم، الرمي بالرصاص، السيارات المفخخة، القنابل الموقوتة، الرمي بالسهام...
قامت الوحدة بتنفيذ عمليات داخل الأراضي الفرنسية: اغتيال بالرصاص، وبالطرود المفخخة كما قامت بارسال رسائل تهديد للعديد من الشخصيات الفرنسية ومن ضمنهم المحامي الشهير جاك فرجاس.
اغتيال فرحات حشاد
هذه المجموعة السرية أوكلت لها مهمة اغتيال رموز ومؤيدي حركات الاستقلال في دول شمال إفريقيا الواقعة تحت الاستعمار الفرنسي، وكانت البداية من تونس، حيث تم اغتيال الزعيم السياسي والنقابي التونسي الذي أسس الاتحاد العام التونسي للشغل فرحات حشاد، بحسب أنطوان ميليرو، وهو شرطي في الدار البيضاء شارك في العمليات، حيث ارتكبت اليد الحمراء نحو 40 هجومًا في تونس.
اُغتيل حشاد في 5 من ديسمبر/كانون الأول 1952، وعثر على جثته في طريق بمنطقة نعسان قرب تونس العاصمة وعليها آثار طلقة نارية في الرأس ووابل من الرصاص في الجسم، وقد اعترف أنطوان ميلير عضو المنظمة الفرنسية السرية "اليد الحمراء" في كتاب أصدره عام 1997 بعنوان "اليد الحمراء: الجيش السري للجمهورية" بوقوف فرنسا وراء اغتيال حشاد.
 إلى جانب هؤلاء، استهدفت "اليد الحمراء" عبد الرحمان مامي، يوم 13 من يوليو/تموز 1954، ويعتبر مامي أحد زعماء الحركة الوطنية، وقد كان أحد أعضاء اللجنة التي كونها "الأمين باي" في صيف 1952 لدراسة الإصلاحات الفرنسية، التي رفضتها هذه اللجنة في النهاية لخلوها من مطالب الاستقلالية والسيادة الوطنية.
كان مامي ساعة اغتياله ممتطيًا سيارة من نوع بيجو رفقة ابن عمه الطاهر الذي توفي على عين المكان في حين نقل عبد الرحمان إلى المستشفى على متن شاحنة حيث توفي هناك، فيما فر الشخص الذي كلف بتنفيذ الاغتيال إلى جهة قمرت ولم يُقبض عليه.
وجاء اغتيال عبد الرحمان مامي لمكانته الكبيرة في صفوف نشطاء الحركة الوطنية، فقد كان يشارك بكثافة في الاجتماعات والتحركات وخاصة صلب الحزب الدستوري القديم كما كان همزة وصل بين الحزبين الدستوريين القديم والجديد.
لم تكتف هذه الفرقة الأمنية السرية بهذه العمليات التي ذكرناها في هذا التقرير فقط، فقد قامت بعمليات عديدة أخرى، نجح بعضها وفشل البعض الآخر، حتى إنها استهدفت سفنًا تجارية ادعت السلطات الفرنسية أنها تعمل لصالح المقاومة في دول شمال إفريقيا، والهدف من كل ذلك ضرب حركات التحرر والبقاء في المنطقة للتمتع بخيراتها والتحكم في مستقبلها ومصير أبنائها.
كان عناصر هذه العصابة يقومون بترويع الأهالى باستخدام الأسلحة الرشاشة دون سبب فقد كانوا يمرون بالسيارة بجانب المقاهى ويوجهون أسلحتهم نحو الجالسين فيها لقتلهم وكانوا يعملون أيضا على إلقاء قنابل على منازل المناضلين على غرار ما حصل مع فتحى زهير وأحمد المستيرى.
 امت الوحدة باغتيال أكثر من 200 شخص منهم 135 فى سنة 1960. وشملت أنشطة الوحدة أكثر من خمس دول أوروبية، بالإضافة لدول المغرب العربى. وتنوعت عملياتها بين التسميم، الرمى بالرصاص، السيارات المفخخة، القنابل الموقوتة، الرمى بالسهام،... قامت الوحدة بتنفيذ عمليات داخل الأراضى الفرنسية: اغتيال بالرصاص، وبالطرود المفخخة كما قامت بإرسال رسائل تهديد للعديد من الشخصيات الفرنسية.
 يذكر أنه حتى الآن لم تتم محاكمة أى من الشخصيات التى كانت تشكل هذه العصابة حتى الآن.