11 سبتمبر والتغطية التليفزيونية مازال إعلامنا يقلد بعيون غربية
بقلم. الاعلامى حافظ المرازى
لم أتوقع أن تتبارى الفضائيات العربية في إرسال مراسليها بعد عشرين عاما من الحدث إلى مواقع هجمات ١١ سبتمبر 2001 في نيويورك ومقر البنتاجون بواشنطن وفي بنسلفانيا.
لكن النتيجة واحدة وسطحية، سواء كانت من قنوات غنية وكانت سبّاقة في التغطية من عشرين سنة، او بعض هذه القنوات حديثة العهد وبميزانية محدودة، لكنها لم تتردد في إرسال مذيع أو مصور عبر البحار، لأن القنوات الأمريكية مهتمة بالذكرى ومراسم التأبين وقراءة اسماء الضحايا ال 2,790
لكن بينما قابلت القنوات الأمريكية بعض أقارب الضحايا الامريكيين وتحدثت عن تضحيات البعض في ذلك اليوم الدامي، لم أشاهد على الشاشات العربية اي صورة او اسم او قريب لبعض الضحايا العرب والمسلمين الذين ماتوا بالمثل في برجي مركز التجارة العالمي، حيث لم يفرق الإرهاب ضد المدنيين بين دين وآخر او قريب او غريب، لأن الإرهابيين اصلا قتلوا أنفسهم وهم يقومون بهذا العمل الإجرامي (ماعدا المختطف ال19 رمزي بن الشيبة (اليمني) الذي استعد بالتدريبات ولم يشارك في التنفيذ، ومعتقل للآن في غوانتانامو).
نحو 15 مسلما وعربيا وردت أسماؤهم بين ضحايا مركز التجارة العالمي، ولم يهتم إعلامنا بأي منهم، ولو بصورة او قصة إنسانية.
لعل أبرزهم: الشاب الباكستاني الامريكي/محمد سلمان حمداني (24سنة) الذي انهار عليه البرج بعد أن ذهب كمسعف طبي مع زملائه من قسم شرطة مدينة نيويورك لإنقاذ الضحايا.
ولم يهتم إعلامنا في الذكرى باستضافة مسلمين وعرب أمريكيين من ضحايا العنصرية والتعصب القومي والديني، ممن تعرضوا لاعتداءات بل وقتل احيانا، ارتكبها عنصريون ممن أرادوا أن يثأروا لبني جلدتهم باعتبار الخاطفين مسلمين و عربا.
بينما تميزت ذكرى العشرين بتصريح واضح، لم يتم التركيز عليه، من رئيس امريكي يشير إلى الظلم الذي تعرض له مسلمون أمريكيون عقب الحادي عشر من سبتمبر، وهو الرئيس بايدن الذي أقر في بيانه عشية الذكرى، بما اسماه بردود فعل: "القوى المظلمة في النفس البشرية، من خوف وغضب واستياء وعنف ضد مسلمين أمريكيين."
لم يلتفت إعلامنا إلى هذه الجوانب واكتفى باستعراض مراسليه او الشاشات المقسمة بنوافذ فيديو أشبه بلقاء زووم، مع أن اي صبي يستطيع أن يفعل ذلك الإبهار البصري الآن بالتطبيقات المتاحة على هاتفه الرخيص!!
اخيرا، لفت انتباهي تعليقا لاحد مراسلي سكاي نيوز الإماراتية وهم يغطون الحدث ويفتقدون وجود الرئيس بوش في الذكرى، فقد لمّح (شماتة وتحسرا على ترمب) إلى أن الرئيس الديمقراطي بايدن يشهد الآن عودة طالبان إلى حكم افغانستان!
لكن أحدا لم يذكر ان طالبان القديمة التي حضنت القاعدة في سبتمبر 2001 لم تكن تعترف بها رسميا وقت الكارثة الإنسانية سوى ثلاث دول:
باكستان والسعودية و.....
دولة الإمارات "العربية" المتحدة!!
كما أن مرتكبي الحدث الإرهابي يومها من الخاطفين كانوا من دول التحالف الترمبي: 15 سعوديا ومصريا (محمد عطا) واثنين من مواطني الإمارات!