ارتفاع معدل إدمان المخدرات بين شباب المجتمع العربي الأمريكي

 


 الوكالة الكندية للأنباء

 تقارير لمسؤولين في ولاية ميشيغان بارتفاع معدل إدمان المخدرات في الولايات المتحدة، وبين أفراد المجتمع العربي الأمريكي، بشكل قياسي، على الرغم من الجهود الوقائية لحماية الشباب على وجه الخصوص

وبحسب صحيفة Arab Daily News، أعلنت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) أنه تم تسجيل أكثر من 70 ألف حالة وفاة بسبب تناول جرعة زائدة في عام 2019، ليرتفع هذا العدد إلى 93 ألفًا العام الماضي.

وتشير البيانات إلى تعاطي مراهق واحد على الأقل من بين ثمانية، بعضهم لا يتجاوز سنه 13 عامًا، لمادة غير مشروعة. وأن نصف المراهقين قد أساءوا استخدام عقار مرة واحدة على الأقل.

كما ارتفع معدل استخدام المخدرات بين الشباب بنسبة 61% بين عامي 2016 و 2020، مما يمثل تهديدًا للصحة العامة. وتوضح البيانات أيضًا أن هناك ما لا يقل عن 43% من طلاب الجامعات يتعاطون المخدرات غير المشروعة.

 قال الإمام محمد المارديني، إمام المركز الإسلامي الأمريكي في مدينة ديربورن، للصحفية: “أصبحت قضية المخدرات وعواقبها الكارثية على شباب الجالية العربية الأمريكية واضحة لأي شخص عاقل”. مضيفًا  “الجميع في خطر. لدينا حالات من خلفيات اجتماعية واقتصادية مختلفة، وبعضها كان من عائلات محافظة ثرية “.

بينما أوضح عادل معزب، أمين المجلس التربوي بمدينة ديربورن، أن “تعاطي المخدرات يعتبر قضية ساخنة في مجتمع ديترويت، حيث يفقد الشباب حياتهم باستمرار بسبب الجرعات الزائدة والإدمان، ويتأثر الطلاب العرب والمسلمون بشكل كبير.”

ولاكتشاف أعراض تعاطي المخدرات، نصح الدكتور عمر رضا – طبيب نفسي معتمد والمتخصص في علاج الصدمات من جامعة هارفارد، الآباء بمراقبة حدوث تغيرات معينة في أطفالهم تتعلق باللغة والسلوك والهروب من المنزل، بالإضافة إلى فقدان الوزن واضطراب النوم ، والميل إلى العزلة وربما تظهر على الطفل علامات غريبة على الجلد.

وأوضح أن هناك بعض الأعراض الأخرى التي تدق ناقوس الخطر مثل الأوهام أو الهلوسة أو العنف أو التعبير عن أفكار انتحارية.

وقال د. رضا إن الأسباب الرئيسية لاتجاه الشباب في المجتمعات العربية لإدمان المخدرات بشكل كبير تعود إلى أسباب اجتماعية وسلوكية، بما في ذلك العزلة التي تفاقمت منذ جائحة فيروس كورونا، والتهميش واليأس وضعف الدعم الأسري والاجتماعي والشعور بالعار بسبب المحرمات الثقافية والدينية.

وإلى جانب هذا، يعاني يعاني العديد من الشباب في المجتمع العربي من مشاكل تتعلق باحترام الذات، حسبما أوضحت د. تكوين قطروس، منسق الصحة العقلية في المركز الإسلامي الأمريكي American Islamic Center.

وأضافت في تصريح لصحيفة Arab News أن الشاب يمكن أن يرضخ لضغط  الأقران لحرصه على التكيف، “ويمكن أن يستسلم بسهولة للضغوط المجتمعية”.

وقالت إن الآباء المهاجرين لا يمنحون الدعم العاطفي اللازم لأبنائهم، بما في ذلك من المجتمعات العربية والإسلامية، بسبب الاختلافات بين الأجيال وهو ما يؤدي بدوره إلى وجود سوء الفهم والصراع داخل الأسرة.

بينما أكد السيد معزب أن جزءًا من المشكلة يتعلق بسهولة الوصول إلى الأدوية، مشددًا أنه يتعين على الأطباء والصيادلة “التوقف عن كتابة الوصفات الطبية التي تؤدي إلى الإدمان، بالإضافة إلى ضرورة مراقبة مرضاهم عن كثب”.

ويرى الخبراء أن هناك عاملًا مهمًا آخر وهو “وصمة العار” التي تحيط بالصحة النفسية في المجتمع العربي، حيث يفضل الآباء إخفاء المشاكل العائلية على التعامل معها بسبب الشعور بالخزي.

ي هذا السياق، ينصح الإمام المارديني الآباء بتحديد المشكلة ومواجهتها بشجاعة في مرحلة مبكرة. ونصح السيد معزب “أرجوكم لا تخجلوا من معاملة طفلكم”.

وعن دور المجتمع في مواجهة هذه المشكلة، قالت د. قطروس: “يجب أن يتم إدماج الشباب في الأنشطة التي تشغلهم ويكون لها أثرًا عاطفيًا وجسديًا وأكاديميًا، من خلال تقديم المزيد من البرامج الترفيهية لهم”.

وحذر قادة المجتمع العربي من تفاقم مشكلة إدمان المخدرات، إلا إذا تمكنت السلطات من إيجاد حلول فعالة وتعترف المجتمعات العربية والإسلامية بأنها تواجه أزمة كبيرة في هذا الصدد، وتتجه المجتمعات المحلية والمؤسسات الدينية والعائلات إلى العمل معًا لإنقاذ أطفالهم.