"هناك في شيكاغو" رواية ترصد حلم عودة لفليسطين بعد الغربة

 


 كتب.فتحى الضبع

(خاص.من شيكاغو)

هناء عبيد كاتبة مقدسية  تغوص بك فى رواية مميزة عن الحلم الامريكى. ممزوج بالعودة الى ارض الزيتون فليسطين والتى تعتبر محور وعمود الرواية 

حيث تدور أحداث الرواية حول شابّة فلسطينية تدعى نسرين، تدرس الفيزياء في الجامعة الأردنية، في أحد معارض الكتاب تلتقي بشاب فلسطيني يدعى ثائر، يدرس الهندسة المعماريّة في نفس الجامعة.  ينجذبان لبعضهما البعض ويلتقيان في غربتهما المشتركة بعيدًا عن وطنهم الأصلي فلسطين، وشوقهما لمدينة القدس الّتي ولدت فيها نسرين ولا تستطيع زيارتها إلا بتصريح من المحتلّين الّذين سرقوا أرضها وجذورها.



يحدّث ثائر نسرين عن قريته، فتتعرّف من خلال حكاياته على طفولته وشبابه حينما كان يعيش مع أمّه الّتي كانت تكدّ وتعمل من أجل تربيته. في لقائها معه في كافتيريا الهندسة، تلاحظ أن له إصبعًا مبتورة فيخبرها أنّه فقدها أثناء مقاومته المحتلّين في فلسطين.

يتفقان على الارتباط، يسعد والدها لذلك، ويشعر بالفخر لثائر الخلوق العصامي المنتمي لأرضه، حين يذهب ثائر لخطبة نسرين يتفاجأ برفض والدها لهذا الارتباط

تعيش نسرين في حيرة من أمرها، فقد رفض والدها إخبارها عن سبب رفضه لثائر بعد أن كان متحمسًا له. 

تصاب نسرين بصدمة وكذلك الأمر مع ثائر. يطلب منها والدها الابتعاد عن ثائر والانتقال إلى جامعة أخرى.

فيما بعد يتوفّى والداها، فتبقى مع أختها نور الّتي ما تلبث أن تتزوّج.

 تقسى الحياة على نسرين بعد وفاة والدها ووالدتها وزواج أختها الوحيدة نور، فتعيش وحيدة بين الذّكريات الّتي تحطّمها وتضعها أسيرة الاكتئاب.

تحاول الهروب من مأساتها بالهجرة إلى أمريكا كي تتخلص من ذكرياتها، فتظلّ الهجرة هاجسها الأكبر إلى أن تتحقّق، فتهاجر وتستقر في بيت عمها وهناك تتعرّف على الحياة في شيكاغو؛ مدينة الاختلاف والجمال عن قرب.


تلتقي في بيت عمها بسيّدات عربيّات، تتعرّف من خلالهن على صعوبة حياة العرب في الغربة.


تحاول العمل في شيكاغو لكنّها تصاب بخيبة أمل عدة مرّات، تعيش غربة ثانية في شيكاغو وتعصف بها الذكريات الأليمة، ويعاودها الحنين إلى الوطن.


تحاول الكاتبة من خلال الرواية تأكيد أحقية الشعب الفلسطيني بوطنه فلسطين، وحق اللاجئين بالعودة إلى أراضيهم المحتلة، كما تحاول توثيق التراث الفلسطيني الذي يحاول العدو سرقته بما في ذلك الأكلات والملبوسات الشعبية.


تلقي الرواية أيضًا الضوء على الهجرة وصعوبتها والمشقة عند البعد عن الوطن، فالحياة لم تكن مرصوفة بالورد في شيكاغو كما يعتقد البعض، حيث صعوبة التأقلم ومشقة الحياة، وغلاء المعيشة، لكن رغم ذلك لم تنكر نسرين جمال مدينة شيكاغو ومدى احتضانها وترحيبها لجميع الجنسيات، مما جعلها من أجمل مدن العالم.

كذلك تبين مدى التعايش السلمي مع الآخر في هذه المدينة من خلال علاقتها مع صديقاتها من مختلف الجنسيات، حيث الكورية والهندية والايطالية وغيرهن، فشيكاغو مدينة يوجد فيها حوالي ١٨٠ جالية مختلفة، وهذه التعددية جعلت من المدينة لوحة فنية جميلة بألوان مختلفة.

من خلال الرواية نتعرف أيضا على جمال مدينة شيكاغو من خلال رحلات نسرين مع صديقتها إلى مسارح الأوبرا والمتاحف والحدائق، فنجد أنفسنا وكأننا نتجول في المدينة بكل تفاصيلها.  


ورغم التعايش السلمي في المدينة، إلا أن العنصرية تغلب على بعض أناسها، وخاصة عند تصاعد الأزمات السياسية، فقد تزامن وقت وجود نسرين في أمريكا مع حادثة ١١ سبتمبر حين تم ضرب برجي التجارة في نيويورك، مما حدا بالبعض إلى ممارسة العنصرية المقيتة ضد العرب والمسلمين في ذلك الحين، لدرجة أن بعض المحجبات اضطررن لخلع الحجاب حفاظًا على أرواحهن.


تعتبر رواية هناك في شيكاغو إحدى الروايات التي تتحدث عن الهجرة ومصاعبها وموقف العرب من الآخر، وهي من الروايات التي ينصح بقراءتها لكل شخص يفكر بالهجرة إلى أمريكا، حيث يوجد فيها المعلومات الوافية عن كيفية الهجرة وعن طبيعة الحياة في امريكا.

صدرت الرواية عن دار فضاءات للنشر والتوزيع، وتقع في ٢١٤ صفحة من الحجم المتوسط.


نبذة عني


هناء عبيد

من مواليد القدس/فلسطين

أحمل شهادة بكالوريوس الهندسة المدنية من الجامعة الأردنية

أعيش حاليا في شيكاغو-أمريكا

أكتب الرواية والمقالات والقصص الأدبية

صدر لي رواية هناك في شيكاغو عن دار فضاءات عام 2020

ورواية منارة الموت هذا العام2022 عن نفس دار النشر. 

لي مجموعة قصصية كاملة ومقالات متنوعة ويوميات في شيكاغو وجميعها قيد النشر.

شرعت الآن بكتابة روايتي الثالثة.

لي قناتان تطوعيتان، أحداهما تعنى بالكتب والثقافة والثانية بأدب الرحلات

أشارك في العديد من الندوات الثقافية، وعضوة في العديد من المجموعات الثقافية.