انتخابات السويد: توقعات بفوز كتلة أقصى اليمين المناهضة للهجرة
قالت رئيسة الوزراء السويدية، ماغدالينا أندرسون، إن نتائج
الانتخابات التي جرت في بلادها كانت متقاربة للغاية حتى مساء يوم الأحد.
وكانت استطلاعات رأي الناخبين عقب الادلاء بأصواتهم قد أظهرت
في البداية فوز ائتلاف اليسار الحالي، بيد أن النتائج أشارت في وقت لاحق إلى أن كتلة
اليمين قد تفوز بفارق ضئيل.
وتصدرت موضوعات مثل الجريمة ودمج المهاجرين في المجتمع القضايا
الرئيسية خلال الحملات الانتخابية، ويبدو أن حزب "ديمقراطيو السويد" اليميني
المتشدد سيصبح ثاني أكبر حزب في برلمان البلاد.
وكان استطلاع رأي أجرته هيئة الإذاعة السويدية، قد أشار بعد
فترة وجيزة من إغلاق صناديق الاقتراع، إلى أن ائتلاف أندرسون، المؤلف من أربعة أحزاب
يسارية، سيفوز بفارق ضئيل، بنسبة 49.8 في المئة من الأصوات مقابل 49.2 في المئة لليمين.
بيد أن احتفال اليسار بالفوز ربما كان سابق لأوانه، إذ أظهرت
النتائج المبدئية في وقت لاحق تصدر اليمين، بتوقعات الحصول على 176 مقعدا من إجمالي
349 مقعدا في البرلمان بعد فرز 94 في المئة من أصوات الدوائر الانتخابية.
ونظرا للتقارب الشديد في نتائج الانتخابات، فقد يستلزم الأمر
تأجيل إعلان النتائج النهائية إلى حين احتساب جميع الأصوات الانتخابية، بما في ذلك
الأصوات المرسلة بالبريد، خلال الأيام المقبلة.
ومهما تكن نتيجة الانتخابات، فقد حقق حزب "ديمقراطيو
السويد" اليميني المتشدد مكاسب كبيرة. ويبدو أن الحزب أصبح ثاني أكبر حزب في البلاد
بعد حزب "الاشتراكيون الديمقراطيون".
عتاد السويديون تعقّد سياسات الائتلاف بين الأحزاب. بيد أن
هذا السباق الانتخابي يُنظر إليه على أنه محير ومربك في بعض الأحيان بالنسبة للناخبين
من مختلف الأطياف.
ويوجد الكثير لنتحدث عنه، بل من المؤكد أن حزب ماغدالينا
أندرسون، "الاشتراكيون الديموقراطيون"، سيظل الأكبر. وعلى الرغم من ذلك يمكن
أن تكون هذه الانتخابات انتصارا لليمين.
فحزب "ديمقراطيو السويد" المناهض للهجرة في طريقه
لاحتلال المرتبة الثانية. بيد أن زعيم ثالث أكبر حزب في البلاد، حزب المعتدليين، قد
يصبح رئيسا للوزراء في حكومة يمينية مستقبلية، نظرا لاعتباره الخيار الأكثر قبولا داخل
كتلة الأحزاب اليمينية.
ولا تزال هناك فرصة لتغيير النتائج مع فرز المزيد من الأصوات.
وتعد هيمنة حكومة يمينية على المشهد تحولا رئيسيا في وجهة
السياسة في السويد بعد ثماني سنوات من حكومات بقيادة الاشتراكيين الديمقراطيين.
وسمعت في مقهى في وسط ستوكهولم صباح اليوم، ناخبين يعربون
عن قلقهم إزاء تصاعد الخطاب المناهض للمهاجرين. بيد أن سائق سيارة أجرة من الأرجنتين
تحدثت معه أخبرني أنه ليس قلقا بشأن تغير الحياة بشكل كبير، وعلل ذلك بأن المأزق بين
كتلة اليمين واليسار قد يجعل من الصعب على أي طرف أن يدخل تغييرات سياسية كبيرة.