القضاء الفرنسي يصدر مذكرة توقيف أوروبية في حق الإمام المغربي إيكوسين

 




اصدر القضاء الفرنسي الجمعة مذكرة توقيف أوروبية بحق الإمام المغربي حسن إيكوسين الذي فقد أثره منذ تأييد مجلس الدولة طلب الحكومة بترحيله إلى بلاده. وتحدثت وسائل إعلام فرنسية هذا الأسبوع، نقلا عن السلطات، عن إمكانية فراره نحو بلجيكا، كما ذكرت أن الرباط علقت التصريح القنصلي الذي يسمح لباريس بنقله إلى المغرب، عقب توقيعها له في وقت سابق. ويواجه إيكوسين في فرنسا اتهامات "بالتحريض على الكراهية والتمييز والعنف"، لا سيما ضد الجالية اليهودية والنساء.

 

أصدر قاضي التحقيق بمدينة فالنسيان (شمال فرنسا) الجمعة مذكرة توقيف أوروبية في حق الامام المغربي حسن إيكوسين الذي يرجح فراره من الأراضي الفرنسية بعد قرار مجلس الدولة ترحيله إلى بلاده.

 

وقالت المصادر إن مذكرة التوقيف أصدرها قاضي التحقيق في فالانسيان (شمال) بتهمة "التهرب من تنفيذ قرار الترحيل". ولم تعثر الشرطة الثلاثاء على الداعية المتهم بالإدلاء بتصريحات تعتبر منافية لقيم الجمهورية، عندما فتشت منزله في لورش قرب فالانسيان، بعد مصادقة مجلس الدولة على أمر ترحيله.

 

وقالت محامية الداعية لوسي سيمون إن "مذكرة التوقيف الأوروبية فاجأتنا لأنها إذا وُجدت ينبغي أن تكون مبنية على مخالفة لم تتشكل بعد في رأينا" إذ إن إيكويسن "غادر الأراضي الفرنسية". وتساءلت "لماذا البحث عنه؟ لماذا الرغبة في إعاداته؟".

 

وبحسب مصادر مطلعة على الملف، لو بقي إيكويسن بالفعل في فرنسا، فإن مذكرة التوقيف مبررة. لكن وزير الداخلية أكد أن الإمام "في بلجيكا بشكل واضح". في هذه الحال، وبحسب المصادر نفسها، فإن إيكويسن يعتبر وكأنه نفذ أمر الطرد بنفسه لأن ترتيبات الترحيل ليست محددة في النص.

 

ولم تكن السلطات البلجيكية الخميس على علم بصدور مذكرة توقيف أوروبية بحقه. وقال متحدث باسم وزارة العدل البلجيكية إن إيكويسن لم يكن في ملفات الشرطة كشخص مطلوب في بلجيكا.

 

ويأتي صدور مذكرة التوقيف الأوروبية هذه بعد رفض الإمام "الامتثال إلى قرار الابتعاد" حسب مصدر مقرب من الملف نقلت عنه وكالة الأنباء الفرنسية.

 

وكان مجلس الدولة قد أعطى الثلاثاء الماضي الضوء الأخضر لترحيل ايكوسين إلى بلاده المغرب، لكن الشرطة لم تعثر عليه في منزله ببلدة "لورش" قرب مدينة فالنسيان. فيما أكد محافظ المدينة الأربعاء في مؤتمر صحفي أن الإمام المغربي أصبح "مجرما" لأنه في حالة فرار.

 

وخلافا للحكم الأول، وجد مجلس الدولة، الذي يعمل كمحكمة عليا للعدالة الإدارية، أن ترحيله إلى المغرب لن يكون تدخلا غير متناسب مع حقه في أن تكون له حياته الخاصة والأسرية.

 

واتخذ قرار ترحيل الداعية في نهاية تموز/يوليو بسبب "خطاب تخللته تصريحات تحرض على الكراهية والتمييز وتحمل رؤية إسلاموية مخالفة لقيم الجمهورية"، وفق وزارة الداخلية، التي تتهمه خصوصا بإلقاء "خطاب معاد للسامية وعنيف بشكل خاص" وخطب تدعو إلى "خضوع" النساء "لصالح الرجال".

 

وفي حين أقر فيران بأن "ليس عليه الحكم والتعليق (...) على قرار المحكمة"، إلا أنه اعتبر أن "الفرنسيين لن يفهموا أن إماما يدلي بتصريحات متطرفة سوداوية للغاية مع قدرة على إلحاق الضرر ويكره الجمهورية كثيرا، يحتفظ بمكانه في الجمهورية".

 

وينشط الإمام إيكويسن بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي، ولديه قناة على يوتيوب يتابعها 169 ألف شخص، إضافة إلى صفحة على فيسبوك تضم 42 ألف مشترك. ووولد إيكوسين (58 عاما) في فرنسا حيث تعيش أسرته أيضا، لكنه لا يحمل الجنسية الفرنسية.