هل هم ضحايا اما جناه .....؟ مصريون يتكدسون على أبواب إيطاليا سعيا لطلب اللجوء

 


فتحى الضبع 

 القصة لها ابعاد كثيرة ليست اقتصادية فقط لكن هناك سلسلة طويلة  من الاسباب التى دفعت هؤلاء الى الهجرة الغير شرعية خارج البلاد  والعبور الى البحر وسط مخاطر لايتصورها عقل 

وثق مصريون في إيطاليا عبر مقاطع على حساباتهم بمواقع التواصل الاجتماعي، حالة من التكدس لمهاجرين مصريين، أمام مركز شرطة (كستورا) في ميلان، يسعون لتقديم أوراق طلبات لجوء.

 وأظهرت مقاطع متداولة لعشرات المصريين وهم أمام المكتب المعني باستقبال طلبات اللجوء بمنطقة (فيا كاجني) في إيطاليا، بعد رحلة هجرة غير شرعية، استغرقت أيامًا في البحر الأبيض المتوسط.

 وقال الكاتب الصحفي سمير القريوتي إن “المهاجرين المصريين جزء من أعداد كبيرة تلجأ إلى أوربا، ويحاولون التقدم بطلبات اللجوء السياسي التي تدرس وتخوض عملية فحص دقيقة خاصة مع الحكومة الإيطالية الحالية التي أعلنت تشددها في منح الإقامة للمهاجرين غير الشرعيين”.

 وأوضح أن وزارة الداخلية الإيطالية لاحظت ارتفاعًا كبيرًا في أعداد المهاجرين المصريين غير الشرعيين “وهذا أمر يتم البحث عن سببه”.

 

ولف إلى أن الحكومة الإيطالية رحبت بمن يهاجر بطرق شرعية ولديه حق العمل والهجرة والإقامة، “لكن من يأتي بطرق غير شرعية فلا يتم استيعابه أو إيواؤه إلا عبر المعاملات المتفق عليها أوربيًا”.

من جهته قال أندريا نوشيتا، مسؤول جمعية سانت إيجيديو بصقلية التابعة للفاتيكان إن العديد من المهاجرين يرغبون بالانتقال إلى دول أخرى.

 وأضاف “هذه مشكلة أوربية، وعلى كل بلد في أوربا تحمل المسؤولية”، مشيرًا إلى أن اللاجئين يسيرون بالطرق غير الشرعية لعدم قدرتهم على الوصول إلى أوربا بالطرق القانونية.

 ولفت إلى مسار اسمه “الهجرة الإنسانية” الذي سوف يسمح للناس بالدخول إلى أوربا بطريقة قانونية. تشير تقارير مختلفة إلى تصاعد ملحوظ في أعداد المصريين الذين يحاولون عبور البحر المتوسط. يقول بعضهم عند الوصول للسواحل الأوروبية إنهم قادمون من ليبيا لكن بعضهم قال إنه خرج عبر السواحل المصرية.

كان من بين المهاجرين أعداد من المصريين تصاعدت وانخفضت معدلات استخدامهم لمسار ليبيا - أوروبا عبر البحر المتوسط خصوصاً مع عدم صعوبة عبور المصريين للحدود البرية الغربية ودخول ليبيا.

 تصاعد في أعداد المهاجرين المصريين

 لكن المسار إلى أوروبا عن طريق البحر المتوسط عبر السواحل الليبية وصولاً إلى سواحل أوروبا يشهد في الآونة الأخيرة تصاعداً ملحوظاً في أعداد المصريين الذين يستخدمونه، إذ أنه وفقًا لأحدث البيانات التي نشرتها المنظمة الدولية للهجرة (IOM) ، كان هناك 117156 مهاجرًا مصريًا في ليبيا بين ديسمبر/كانون الأول 2021 ويناير/كانون الثاني 2022 .

 ويشكل المواطنون المصريون ثاني أكبر عدد من المهاجرين في ليبيا، ويمثلون 18٪ من إجمالي المهاجرين.

 ولا يسافر جميع المهاجرين الذين يصلون ليبيا إلى أوروبا، اذ من المعروف أن بعض المهاجرين المصريين  يقيمون في ليبيا لفترات أطول، حيث أفاد 46٪ من المهاجرين المصريين الذين شملهم الاستطلاع من قبل المنظمة الدولية للهجرة أنهم بقوا في ليبيا لأكثر من عامين.

 وليبيا معروفة بإعادة المهاجرين غير النظاميين المصريين لكن لا يتم الأمر بشكل مشدد على نحو دائم. على الرغم من عدم توفر البيانات الرسمية حول عدد المهاجرين المصريين العائدين من ليبيا في الأشهر الأخيرة، تظهر تقارير وسائل الإعلام المحلية أن السلطات الليبية قد أعادت عددًا من المهاجرين غير النظاميين المصريين مؤخرًا.

 على سبيل المثال ، في آذار / مارس 2022 ، تمت إعادة 135 مهاجراً عبر (معبر إمساعد) الحدودي بين البلدين. وبين عامي 2019 و 2020 ، أعيد ما لا يقل عن 5693 مهاجرًا مصريًا من مراكز الاحتجاز في ليبيا إلى مصر عبر معبر إمساعد الحدودي من قبل إدارة مكافحة الهجرة غير الشرعية الليبية.

في أحدث البيانات التي نشرتها فرونتكس، كان هناك ما مجموعه 3292 حالة رصد لمواطنين مصريين على طول طريق وسط البحر الأبيض المتوسط ​​إلى الاتحاد الأوروبي بين يناير/كانون الثاني ومايو/أيار 2022. لذلك كان المصريون هم الجنسية الأكثر شيوعًا التي تم اكتشافها على طول طريق وسط البحر الأبيض المتوسط ​​خلال هذه الفترة الزمنية، حيث يمثلون 20 ٪ من اكتشافات وسط البحر الأبيض المتوسط ​​خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2022.

 بين كانون الثاني (يناير) وأبريل (نيسان) 2022 ، كان هناك ما مجموعه 2601 عملية رصد لعبور حدودي غير قانوني من قبل مواطنين مصريين، وهو ما يمثل 4٪ من جميع العمليات التي تم الكشف عنها خلال هذه الفترة.

 من بين 2601 عملية رصد لمواطنين مصريين عبروا البحر المتوسط وأبلغت عنها وكالة فرونتكس في الأشهر الأربعة الأولى من عام 2022 ، وقعت 2355 حالة هجرة (91٪) على طول طريق وسط البحر الأبيض المتوسط ​​إلى أوروبا.

 غرق مصريين وفقدان 19 آخرين

 قبل نحو اسبوعين أفادت وكالات الأنباء بغرق مصريين وفقدان 19 آخرين وإنقاذ 6 عندما انقلب بهم قارب كان يحمل 26 مصرياً قيل إنه انطلق من ليبيا، فيما تتواصل جهود الإنقاذ في مدينة تولميتا الساحلية في ليبيا، وفقًا لبيان صادر عن وزارة الهجرة في 30 أغسطس / آب.

 وتستضيف مصر أكثر من تسعة ملايين مهاجر، وفقًا للتصريحات الرسمية المصرية. ومع ذلك، فإن ضعف الاقتصاد وانهيار العملة يدفع أكثر من 1000 مصري سنوياً إلى ترك بلادهم وخوض الرحلة الخطرة عبر المتوسط بحثًا عن حياة في مكان آخر.

 مصدر متخصص في قضايا الهجرة واللجوء في أوروبا قال لمهاجر نيوز إن قارباً خرج من مصر قبل أسابيع لكن من عليه وصلوا إيطاليا وأبلغوا السلطات أنهم جاءوا من طبرق على متن سفينة بها حوالي 612 شخص منهم على الأقل 590 مصري والباقي سوريين وسودانيين كانوا في مصر.

 المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه قال أيضاً لمهاجر نيوز إنه قبل عدة أيام كان هناك قارب عليه 23 شخصا منهم 22 مصريا وشخص سوري وتم إنقاذهم عن طريق سفينة تجارية من داخل المياه الاقليمية المالطية بتوجيه من سلطات مالطا، وأن السفينة توجهت الى ميناء بورسعيد بالتنسيق مع الجهات المختصة في القاهرة.

 يضيف المصدر أن المهاجرين وصلوا بالفعل إلى بورسعيد لكن في الأوراق الرسمية تم تسجيل العثور على 22 شخصاً فقط بحسب ما أكدت مفوضية شؤون اللاجئين في مصر، ما جعل تساؤلات تدور حول مصير الشخص المفقود، لكنه أكد أن جميع من تم إنقاذهم لا يزالون قيد الاحتجاز في بورسعيد.

ويشير التقرير إلى أنه في حين كان العدد الشهري للوافدين إلى إيطاليا في عام 2022 كان أقل من فترة الذروة بين أغسطس ونوفمبر 2021 - عندما كان أكثر من 1200 مصري يصلون كل شهر - بلغ عدد الوافدين المصريين كنسبة من إجمالي عمليات الوصول للسواحل الإيطالية ذروته في فبراير 2022 .

 قبل هذه الفترة كان واحد من كل خمسة ممن يصلون إيطاليا يحمل الجنسية المصرية، لكن في الفترة بين يناير وأبريل كان ثلاثة من كل خمسة أشخاص هو من المصريين، وكانت الأغلبية (79٪ منهم) من الرجال البالغين، كما تصاعدت في الفترة الأخيرة أعداد القصر من المصريين غير المصحوبين بذويهم .

 ويقول التقرير إنه من المفهوم أن المصريين الذين يهاجرون إلى الخارج يتأثرون في المقام الأول بالعوامل الاقتصادية والبحث عن عمل. فقد انخفضت قيمة العملة بشكل كبير منذ بداية العام بعد تخفيض البنك المركزي لقيمة العملة أمام الدولار، وارتفع التضخم وزادت أسعار المواد الغذائية على الرغم من تدخل الحكومة للسيطرة على سعر الخبز.

  ووفقًا لوزارة الداخلية الإيطالية، تم إنزال 3935 مصريًا في إيطاليا بين 1 يناير/كانون الثاني و 13 يونيو/حزيران 2022. وبالتالي ، شكل المصريون 18٪ من عمليات الإنزال خلال هذه الفترة ، ولم يفوقهم سوى البنغلاديشيون. وبحسب البيانات التي نشرتها مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين (UNHCR) ، فإن المواطنين المصريين يمثلون نسبة كبيرة من الوافدين عن طريق البحر إلى إيطاليا منذ أغسطس 2021.

 وتم تسجيل أعلى إجماليات شهرية للوافدين المصريين بين أغسطس/آب ونوفمبر/تشرين الثاني 2021 ، حيث وصل أكثر من 1200 مصري كل شهر وبلغت ذروتها بوصول 1893 وافداً في نوفمبر/تشرين الثاني. أما بين يناير ومايو 2022 ، فكان أكبر عدد شهري من الوافدين المصريين إلى إيطاليا في مايو ، حيث وصل عدد الوافدين إلى 1881.

 ويقول التقرير إنه من المتوقع على المدى القصير أن تظل العوامل الاقتصادية وتردي أوضاع حقوق الإنسان في مصر عاملان قويان يؤثران على عملية اتخاذ القرار بشأن الهجرة، وبالتالي من المتوقع أن تستمر إيطاليا في مواجهة مستويات كبيرة من الهجرة غير النظامية من مصر.