هل يكفى اعتذار رئيس وزراء هولندا عن دور الدولة في العبودية فى الماضى ؟
قدمت هولندا اعتذارا رسميا عن دورها في عصور العبودية. ويقدر المؤرخون أن هولنديين نقلوا أكثر من نصف مليون أفريقي إلى الأمريكتين لاستعبادهم.
قدم رئيس الوزراء الهولندي مارك روته اعتذارات رسمية باسم
الحكومة عن دور الدولة الهولندية في العبودية وعواقبها حتى يومنا هذا، معتبرا أنها
جريمة ضد الإنسانية. وقال روته في خطابه عن العبودية "اليوم، أقدم اعتذارات باسم
الحكومة الهولندية عما قامت به الدولة الهولندية في الماضي: لجميع العبيد في جميع أنحاء
العالم الذين عانوا من هذا النشاط. لبناتهم وأبنائهم ولكل أحفادهم".
وستنشئ الحكومة الهولندية صندوقًا للمبادرات، التي ستساعد في التعامل مع إرث العبودية في هولندا ومستعمراتها السابقة.
![]() |
رئيس الوزراء الهولندي مارك روته |
وكان هذا الخطاب حول ضلوع هولندا في 250 عامًا من الاتجار
بالبشر في المستعمرات السابقة منتظرًا بفارغ الصبر. وأثارت رغبة الحكومة في الاعتذار
والذي تسرب خبرها إلى الصحافة الهولندية في تشرين الثاني/نوفمبر، جدلًا حادًا في هولندا
وخارجها لأسابيع.
ويأتي الاعتذار وسط
إعادة نظر أوسع في الماضي الاستعماري للبلاد، بما في ذلك الجهود لإعادة القطع الفنية
المنهوبة، ومعركتها الحالية مع العنصرية.
وكانت الحكومة الهولندية قد أعربت سابقًا عن أسفها العميق
للدور التاريخي للبلاد في العبودية، لكنها امتنعت لأعوام عن تقديم اعتذار رسمي خشية
من أن يؤدي إلى استقطاب المجتمع. وأبدى مارك روته نفسه لفترة طويلة تحفظات بشأن إصدار
اعتذار رسمي، قائلاً في السابق إن عصر العبودية قديم جدًا وأن الاعتذار من شأنه أن
يذكي التوترات في بلد حيث لا يزال اليمين المتطرف قوياً، قبل أن يغير رأيه في نهاية
المطاف.
ومع ذلك، فضلت أغلبية في البرلمان تقديم اعتذار. وأعلنت لجنة،
معينة من قبل الحكومة، في يوليو/ تموز الماضي أنه يتعين على هولندا الاعتذار والعمل
بقوة للتغلب على التداعيات، مثل العنصرية. وأظهر استطلاع حديث أن 38 بالمئة فقط من
السكان البالغين في هولندا يفضلون إصدار الدولة اعتذارا رسميا عن العبودية.