حبوب الكبتاغون المخدرة... سوريا مركز التصنيع والسعودية السوق الأول عربيا فى الاستهلاك
تُعد حبوب الكبتاغون اليوم أبرز الصادرات السورية، وتفوق قيمتها كل قيمة صادرات البلاد القانونية، وفق تقديرات مبنية على إحصاءات جمعتها وكالة فرانس برس، وتوثّق الحبوب المصادرة خلال العامين الماضيين.
في منطقة نائية في البقاع اللبناني، يقول شخص لديه علاقات
مع عدد من التجار مكنته من الاطلاع والتوسّط في صفقات كبيرة، عن تجارة الكبتاغون،
"رأسمالها خفيف وأرباحها كبيرة".
طرق تهريب مبتكرة في شبكة تمتد من سوريا عبر لبنان والعراق
وتركيا وصولاً إلى دول خليجية. ذاع صيت هذا المخدر في الأصل بين عناصر تنظيم
"الدولة الإسلامية" ولكن مهربيه يرجعون انتشاره إلى ضيق ذات اليد. مهربون
يقولون إن النظام السوري هو "الممول الأساسي" لهذا المخدر.
ولطالما شكّلت الحدود اللبنانية السورية مساراً لتهريب البضائع
على أنواعها. ولم تعد تقتصر عمليات تهريب الكبتاغون على الحدود الشرقية للبنان خصوصاً
بعد حملة أمنية طالت التجار، فتحوّل كثر إلى الحدود الشمالية.
على مدار سنوات، أُغرِقَت أنحاء الشرق الأوسط، لا سيما دول
الخليج العربي، بأقراص الكبتاغون، المعروفة بـ"كوكايين الفقراء"، وضُبِطَت
شحنات متتالية من هذا العقار في السعودية والكويت والأردن ومصر قادمة من لبنان وسوريا
اللذين أصبحا البلدين الأبرز في تصنيع وتصدير الفينيثايلين بالمنطقة. هذا وتُشير الأرقام
إلى ضبط أكثر من 250 مليون حبة كبتاغون عالميا عام 2021، وهو رقم يعادل 18 ضِعْفا للكمية
التي ضُبطت قبل أربع سنوات فقط.
يُعَدُّ الكبتاغون (أو أبو هلاليْن كما يُسمِّيه بعض الشباب
السعودي نسبة إلى حرفَيْ C المنقوشيْن على أقراصه اللذيْن يماثلان هلاليْن)
المُخدِّر المُفضَّل في المملكة العربية السعودية ودول الخليج في العموم. فخلال السنوات
الأخيرة، تحوَّلت (4) دول مجلس التعاون إلى الوجهة الأولى لسوق المخدرات ذات المنشأ
اللبناني والسوري، وبالأخص الكبتاغون القادم عبر الطرق البرية من الأردن ولبنان، وهو
ما دفع السلطات السعودية لخوض صراع كبير لكبح تلك الموجة والطفرة التي تسبَّبت بها
الحرب السورية وما تبعها من أحداث.