فى معرض الكتاب بمصر ..... الخبز قبل الكتاب احيانا


 تأتي الدورة الـ54 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب هذه السنة وسط وضع اقتصادي استثنائي يسيطر على العالم كله، كما امتدت انعكاساته إلى قطاع النشر، الذي كان يعاني بشدة خلال الأعوام الأخيرة من جراء ارتفاع أسعار الورق وتكاليف الطباعة.

ويفسر رئيس اتحاد الناشرين العرب محمد رشاد ارتفاع أسعار الكتب قائلا إن "مستلزمات الإنتاج أصبحت مكلفة للغاية، فالورق ارتفع سعره 3 أضعاف، خاصة في مصر، وفي بعض البلاد الأخرى وصل إلى ضعفين، لذلك فالناشر ليس له ذنب في ارتفاع سعر بيع الكتاب".

يؤكد الدكتور خالد العامرى ــ مقرر لجنة الكتاب والنشر بالمجلس الأعلى للثقافة، أن صناعة النشر فى مصر والعالم تمر بكارثة حقيقية: ويقول «هذا العام نواجه ارتفاعا غير مسبوق فى أسعار الورق والطباعة وإيجار أجنحة المعارض»، ويشير إلى أن الورق الموجود لا يلبى احتياجات الطباعة وزادت أسعاره خلال عشرة شهور الماضية من 14 ألف جنيه إلى 52 ألف جنيه لطن الورق المستورد، وطبعا السيولة النقدية غير متوفرة، فضلا عن أن طرح مناقصات توريد الكتب متوقفة منذ عام 2013 وكذلك مشروع مكتبة الأسرة، ومراكز التدريب ما تسبب فى فشل العديد من المعارض، أيضا تكلفة سفر الناشرين أصبحت عالية جدا، والعائد أصبح هزيلا، مقابل ما يدفعه الناشر من تكاليف، لافتا الانتباه إلى أن إقامة معرض القاهرة الدولى للكتاب فى فترة امتحانات طالب الجامعة، يؤثر بالسلب على الناشرين.

وبدوره يعترف سعيد عبده ــ رئيس اتحاد الناشرين المصريين ــ بأن هناك أزمة كبيرة فى صناعة النشر، حيث زادت أسعار الورق هذا العام بشكل كبير، وتعتمد صناعة الورق على مدخلات بنسبة 100% جميعها من الخارج، ومع تفشى أزمة كورونا تعطلت شحنات الورق فى الموانئ العالمية حتى الورق المصنع محليا المواد الخام الخاصة بها تأتى من الخارج، كل هذا يلقى بظلال سلبية على الناشر وحركة بيع وشراء الكتاب فى السوق العربى والمحلى.

رئيس اتحاد الناشرين العرب محمد رشاد قال لـ"اندبندنت عربية" إن صناعة النشر بشكل عام تواجه أزمات متلاحقة منذ سنوات عدة، فبداية جائحة كورونا وما ترتب عليها حيث خرجت 34 في المئة من دور النشر العربية من السوق، وانخفضت المبيعات بنسبة 75 في المئة وانخفضت العناوين الجديدة خلال هذه الفترة بدرجة كبيرة. ارتفاع أسعار الورق

 كان عمرو خضر رئيس الشعبة العامة لتجارة الورق وأصحاب المطابع باتحاد الغرف التجارية قد صرح لوسائل إعلام محلية بأن ورق الطباعة ارتفعت أسعاره بدرجة كبيرة منذ بداية العام، حيث تخطت 40 في المئة في ما يخص أوراق الطباعة المحلية.

 وأوضح أن مدخلات صناعة الأوراق غالبيتها يأتي إلى مصر عن طريق الاستيراد، وأن القاهرة تمتلك مصنعين محليين لإنتاج أوراق الكتابة والطباعة، لكن تأتي مدخلات الصناعة الخاصة بها من الخارج.

 

وأوضح أن سعر طن الورق المحلي قد بلغ 27 ألف جنيه (نحو 900 دولارات)، بينما تخطي سعر طن الورق المستورد الـ40 ألف جنيه (حوالى 1337 دولار) مسجلة ارتفاع غير مسبوق.