المفكر الإسلامى د. حسين آتاى .. مكانة مرموقة فى الأوساط التركية والعالمية

 


 القاهرة 

أحمد حسن

بعد حياة طويلة مليئة بجلائل الأعمال، توفى د.  حسين آتاى فى 30 أغسطس الماضى بأنقرة عن عمر يناهز الثلاث والتسعون.

حسين آتاى فى سطور

تلقى تعليمه الثانوى والجامعى فى بغداد، حتى أنهى دراستة الجامعية عام 1954. 

كانت له مكانة مرموقة فى الأوساط التركية والعالمية، وتم قبوله مرجعًا محترمًا فى مجال علوم الإلهيات فى تركيا وذلك من خلال أعماله وكتاباته الرائدة فى هذا المجال التى نذكر منها على سبيل المثال: علم القرآن وعلم الكلام والفلسفة الإسلامية والمنطق وأصول الفقه.

كما أسهمت التحقيقات والمقالات الخاصة به  بشكل كبير فى إرساء أسس الفكر (الإلهى) اللاهوتى فى تركيا. 

كما اعتُرف به فى الأوساط الأكاديمية الدولية لمراجعته الممتازة لكتاب الفيلسوف اليهودى موسى بن ميمون دلالة الحائرين.

قام بترجمة كتاب المحصل لفخر الدين الرازى، وكتاب الاقتصاد فى الاعتقاد للغزالى إلى اللغة التركية. 

حظيت أعمال الدكتوراه الخاصة به حول فلسفة ابن سينا ​​بتقدير كبير فى الأدبيات العالمية. 

ولاقت أعماله التى حملت عنوان الدراسات القرآنية صدى كبير فى الأوساط العلمية فى تركيا، ووصف التقاليد الدينية بالإسلام الشعبى وعلماء الإسلام. 

ودافع عن فكرة الإسلام القرآنى بموقف نقدى، العقل الطبيعى الذى وهبه الله كمقياس للحقيقة، واتخذ القرآن بوصلة للحقيقة. 

كما عُرف القرآن بآرائه التى تعكس التراكم العلمى الكلاسيكى والحديث وجهوده فى تجديد الفكر الدينى بمنهج نقدى، ودافع بقوة عن فكرة تحرير العقل والإرادة أجل تعزيز القدرة الإنتاجية الفردية ضد التقليد الأعمى. 

كما تعامل مع مشاكل وأزمات العالم الإسلامى بحساسية أخلاقية عالية ومسؤولية. 

وقال: إنه بناءً على المبادئ الأساسية للقرآن، من الضرورى قراءة الحياة وممارسة الاجتهاد بإرادة قوية، وقدم حلولاً حقيقية ومتأصلة للعالم الإسلامى على أساس العقل والقرآن. 

رأيه يعتمد دائما على الدراسة المتأنية والنظر العميق والبُعْد عن الهوى، ومن ثَم كانت قراراته صائبة، هادئة، بعيدة عن العاطفة المشبوهة والانفعال المؤقت، وتهدف إلى الصالح العالم.