ما بين تأييد حماس والأمن القومى المصرى بقلم " صفوت البنا"

 

بقلم . صفوت البنا 

رئيس إتحاد المصريين باستراليا

لا استطيع ان امنع نفسي من تأييد حماس في حربها المفاجئة  مع اسرائيل ، فهو تأييد نابع من غصة في الحلق ‏من الظلم الواقع علي الشعب‎  ‎الفلسطيني عبر التاريخ الحديث وضياع حقوقهم الذي بدوامه صنع انطباعاً لدي ‏أجيال في الشرق والغرب بأن احتلال اسرائيل لأراضيهم ومهانة التعامل معهم أمر واقع يتحول الي حق ‏

يتناقض مع الحقيقة لدرجة اعتبار انتفاضتهم ضد المحتل‎  ‎في عرف الغرب عمل ارهابي. ‏

لكن في نفس الوقت أننا تعودنا ان الفلسطينين والعرب يحاربون عدوهم لآخر جندي مصري وكأن مصر تحمل ‏كل المسئولية والكل متفرج ، وهذه المعركة التي فاجئتني قد تكون الأولي‎  ‎بهذا الحجم التي يتحمل اعباءها ‏ظاهرياً اصحابها . ‏

السؤال هو : كيف نساند ونتكاتف معهم  وهو أمر ليس يسيطاً ، أمر يحتاج الي بحث،  فلا يكفي المشاعر ‏والتعاطف فقط ولابد من حساب المخاطر والالتزامات الدولية. ‏

السؤال التالي :  هل فعلا لن تتحمل مصر اعباء هذه المعركة في النهاية‎. !!!!!‎

سؤال يحيرني ، وينتابني الشك في اهداف هجوم حماس الواسع وعدد القتلي الاسرائيليين بل والأسري منهم ‏لأني لا أثق في قيادة حماس ولا في نياتهم ولا احتمالات اتفاقاتهم التحتية غير البريئة تجاه مصر. ‏

أي عاقل فاهم يعلم  أنه رغم تأييدنا للمقاومة الفلسطينية أن هناك من سيتحمل نتائج العمل الموسع الذي اعتبرته ‏اسرائيل حالة حرب. ‏

من المؤكد انه سيكون هناك رداً عسكرياً شديداً وعنيفاً من الآلة العسكرية الاسرائيلية المدججة بالسلاح ، وأن ‏هناك تبريراً امام العالم الغربي المتحيز لذلك. ‏

أين سيتوجه ذلك الرد ، بالعقل ، الي غزة وسكانها مما قد يخلق ضغطاً للهروب خارج الحدود ، الي مصر‎   ‎ونواجه موقفاً مرعباً بمليون أو أكثر من الفلسطينيين علي حدودنا ، لا نملك عدم استقبالهم ولا نملك أسلوب ‏لمنعهم إلا بالقوة وهو ما سيضع مصر في موقف حرج و صعب جداً. ‏

إمتلاء سيناء بمليون او اكثر من الهاربين من قصف اسرائيل لغزة قد يكون أحد الأهداف الرئيسية لهذه الحرب ‏المفاجئة ، لوضع مصر في هذا الموقف ..‏

لقد كان ذلك احد اهداف اسرائيل والغرب منذ مدة ، أن تصبح شمال سيناء موطناً بديلا للفلسطينيين وتتابعت ‏المحاولات ، وفي هذه المرة قد تفرضها الظروف القتالية التي تعطي اسرائيل حقاً مصنوعاً بضرب غزة وتهجير ‏سكانها الي مكان آخر وكالعادة تتحمل مصر المسئولية‎.  ‎

عندي شكوك ولابد أن يكون لمصر استراتيچيه لمواجهة ذلك. ‏

انا لا أثق في حماس وأعلم انتمائها الأيديولچي الي الاخوان ، وتجربتنا في ٢٥ يناير أنهم كانوا أحد أدوات ‏إشعال الفوضي في مصر ، ولا يصح أن نقع في فخ تقسيم سيناء الذي كان وما زال هدفا حماسيا اسرائيليا مشتركاً ‏، ومعه خلق الفوضي في مصر. ‏

ولا أستبعد أن تنهال عروض المساندة المالية من الدول العربية لاستيعاب المهجرين وخلق وضعاً جديدا قد يكون ‏من الصعب التخلص منه‎.  ‎

قلقي له أسبابه، فدرس حرب النصر المصري في أكتوبر لم يكن عسكرياً فقط بل تفاوضياً‎  ‎و دبلوماسياً بعد خلق ‏وضع جديد بعبور قواتنا واختراقها بارليف. ‏

الحروب تخلق وضعاً يبدأ التفاوض بعده وشكي وقلقي أن تدفع مصر الثمن في النهاية. ‏

كيف نساند المقاومة الفلسطينية ، لشعب مقهور ، لكن له قيادة لا تضمر لمصر سوي الأذي ونحمي سيناء في ‏نفس الوقت؟

علينا أن نفكر ونستعد. ‏