سيد فودة يكتب من ولاية كناتكت "دور منظمات المجتمع المدني في تمكين المرأة: تأثير إيجابي يتجاوز الحدود"
![]() |
"رئيس مؤسسة بيكسولوجي للسلام والتنمية بالولايات المتحدة الأمريكية " |
تظهر أهمية منظمات المجتمع المدني إذ تمثل عامل رئيسي في دعم وتمكين المجتمعات، والفئات الضعيفة خاصةً النساء نسبةً إلي أنها الحلقة الأضعف بمعظم المجتمعات، وغالباً ما تتجاوز مساهمات منظمات المجتمع المدني الإطار الضيق للمساعدات المباشرة، بل تسهم في بناء المجتمع ككل، وذلك من خلال تعزيز الدعم النفسي،والاقتصادي،والاجتماعي، فنجد أن معظم منظمات المجتمع المدني وخاصةً الغير ربحية كمؤسسة بيكسولوجي للسلام والتنمية -التي أتشرف بكوني مؤسس لها - تعمل بمنهج إثاري؛لتحسين البنية الاجتماعية ، فتعد هذه المنظمات ركيزة قوية لتقديم الخدمات الأساسية دعماً، ومناصرةً خاصةً للفئات الأقل تفاعلا مع المجتمع ، أو ما يطلق عليهم المهمشين. ويكمن تأثير دور منظمات المجتمع المدني من أجل تمكين النساء في قدرتها علي تغيير الحياة و المجتمعات، وتقدم مؤسسة بيكسولوجي مثالاً حياً علي هذه الرؤية إذ أن المؤسسة تؤمن بحق كل امرأة في نيل حياة كريمة، كما تسعى المؤسسة لتمكينها اقتصادياً من خلال التعليم التكنولوجي.
فخرنا كبير حين خرجنا نساء تم تدريبهن من قبل فريق مؤسسة بيكسولوجي ، و يعملن الأن علي إعداد شامل من تصميم ،و إعداد ، وإخراج كتاب عن الدكتور ياسين العيوطي -أحد الشخصيات البارزة في القانون الدولي بالأمم المتحدة- ويعد هذا المشروع الكبير خير برهان على تأثير منظمات المجتمع المدني
ويتجلى دور المؤسسة كواحدة من بين العديد من منظمات المجتمع المدني في دورها الحاسم حول تعليم النساء وتمكينهم؛ من خلال توفير مهارات تكنولوجية حديثة مما يفتح آفاقاً جديدة لهن ويمكنهن من المساهمة بشكل كبير فى مجتمعاتهن، هذا النهج يؤكد على أن تمكين المرأة يعود بالنفع علي المجتمع بأسره مما يسهم فى تحقيق التنمية المستدامة
لقد حان الوقت لتغيير النظرة السلبية التى تكتنف منظمات المجتمع المدني، ونشيد بجهودها ومساهماتها الإجابية،فلابد من النظر لهذه المنظمات كشركاء أساسين في بناء مجتمعات أقوي وأكثر عدالة ، وليس ككيانات تحمل أجندات خفية
ويظل السؤال قائمًا: كيف تسهم منظمات المجتمع المدني في تحويل حياة النساء والمجتمع بشكل عام؟ الجواب يكمن في النهج الشامل الذي تتبعه هذه المنظمات. لا يقتصر الأمر على تقديم الدعم المباشر فحسب، بل يمتد ليشمل برامج تعليمية وتدريبية تركز على تطوير المهارات الحياتية والمهنية.
إن تمكين المرأة يعني بناء مجتمعات أكثر توازنًا وعدلاً. فالنساء المتعلمات والممكنات اقتصاديًا يصبحن قادرات على المساهمة بشكل فعال في تطوير مجتمعاتهن. هذا لا يعود بالنفع على النساء فقط، بل يساهم في تعزيز الاقتصاد المحلي وتحسين الظروف الاجتماعية بشكل عام.
الدور الذي تلعبه منظمات المجتمع المدني بشكل عام لا يقتصر على تقديم الدعم العيني فحسب، بل يمتد ليشمل بناء شراكات مع المؤسسات الحكومية وغير الحكومية لتحقيق أهداف مستدامة وشاملة. هذه الشراكات تضمن إيجاد حلول مبتكرة وفعالة تتناسب مع التحديات المحلية وتعزز من قدرة هذه المنظمات على التأثير بشكل إيجابي ومستدام.
لقد أثبتت التجربة أن النساء اللواتي يتلقين الدعم والتعليم والتدريب من قبل منظمات المجتمع المدني يصبحن سفيرات للتغيير في مجتمعاتهن. ويتحولن إلى قصص نجاح تلهم غيرهن وتحفز المزيد من النساء على تحقيق إمكاناتهن. هذه الدورة الإيجابية تخلق جيلاً جديدًا من النساء القادرات والممكنات، اللواتي بدورهن يساهمن في تقديم حلول للتحديات التي تواجه مجتمعاتهن.
في بيكسولوجي، سواء بالولايات المتحدة الأمريكية او في الشرق الأوسط نشهد كيف أن الاستثمار في تعليم وتدريب النساء يؤدي إلى تحسينات ملموسة في جودة الحياة ليس فقط لهن بل ولأسرهن ومجتمعاتهن. عندما تتاح للمرأة الفرصة لتحقيق طموحاتها المهنية والشخصية، ينعكس ذلك إيجابيًا على المجتمع بأكمله.
واليوم، مع تزايد التحديات العالمية مثل الفقر والتغير المناخي وعدم المساواة، يصبح دور منظمات المجتمع المدني أكثر أهمية من أي وقت مضى. هذه المنظمات تمثل قوة دافعة للتغيير الإيجابي، وهي أساسية لبناء مجتمعات أكثر استدامة وشمولية.
في الختام، يجب أن نعترف بالدور الحيوي الذي تلعبه منظمات المجتمع المدني في تمكين المرأة وبناء مجتمعات أقوى وأكثر عدالة. إن دعم وتشجيع هذه المنظمات ليس فقط واجبًا أخلاقيًا بل هو استثمار في مستقبلنا المشترك.