في دورتها الثالثة والعشرون جائزة قرطاچ للمتميزين العرب في إيطاليا

 



روما.إكرامى هاشم 

شهدت العاصمة الإيطالية روما الأسبوع الماضي حدثا فريدا من نوعه والذي أستحوذ علي إهتمام العديد من وسائل الإعلام الإيطالية .

حيث تم الإحتفال بالدورة الثالثة والعشرون لجائزة قرطاچ الثقافية الدولية بقاعة مجلس بلدية روما والتي شهدت حضورا كثيفا لنشطاء المجتمع المدني الإيطالي واقطاب وأبناء الجالية العربية في روما يتقدمهم البروفيسور " فؤاد عودة" رئيس جالية العالم العربي في إيطاليا وعدد كبير من أعضاء المجلس الإداري للجالية .

   تكريما مميزا ومستحق 

وفي أجواء إحتفالية مثيرة تم الإعلان وتسليم جائزة هذا العام والتي ذهبت نسختين منها لشخصيتين عربيتين ذات تأثير كبير في المجتمع الإيطالي ومجتمع الجالية العربية في إيطاليا أحدهما من الرعيل الأول من المهاجرين العرب من أصول جزائرية  وهو السيد كامل بلعيطوش وثانيهما شاب من أبناء الجيل الجديد من أبناء العرب في إيطاليا والذين يحملون الثقافتين العربية والإيطالية وهو الشاب من أصول فلسيطينية " نذير عودة"

  فمن هما المكرمان بجائزة قرطاچ

"كامل بلعيطوش" الناشط بين الجالية العربية في روما والذي جاء مهاجرا من بلد المليون شهيد في تسعينيات القرن الماضي يحمل عروبته في قلبه وسرعان ما بدأ نشاطه الإجتماعي والثقافي بين مجتمع الجالية العربية في ايطاليا مشاركا في تأسيس عديد من الجمعيات التي تعمل علي مساعدة المهاجرين إلي إيطاليا وخاصة العرب منهم والعمل علي دمجهم في المجتمع الإيطالي ومساعدتهم في التعايش وتعريفهم معا لهم من حقوق وما عليهم من واجبات ومع بداية الألفية الجديدة شارك في تأسيس وإنشاء جالية العالم العربي في إيطاليا كمظلة للمهاجرين من أصول عربية في إيطاليا وتحقيقا لحلم طالما إنتظرت تحقيقه الطيور العربية المهاجرة والتي نجحت علي مر سنوات منذ تأسيسها في بناء جسور تواصل ما بين أبناء الجالية العربية والمجتمع الإيطالي والإهتمام بالأجيال الجديدة منهم .

ولايزال الناشط " بلعيطوش" يواصل العطاء بسخاء من أجل تأكيد التواجد العربي الفعال في إيطاليا وتنمية سبل التعايش والتبادل الثقافي والحضاري فكان تكريمه بتلك الجائزة تكريما مستحقا .

و حول تكريمه ومسيرته العملية والمهنية صرح "بلعيطوش أشكر المنظمين وخاصة الدكتورة ديلا بوستا على الجائزة الممنوحة لي. يشرفني أن أحصل على هذه الجائزة المرموقة تقديراً لالتزامي على مدى ثلاثين عاماً بالتعايش السلمي بين الشعوب والاندماج الاجتماعي والحوار والاحترام المتبادل.

أنا من أرض كافأت منذ أشهر الصحفي الراحل بييرو أنجيلا وابن أخ إنريكو ماتي - وهما شخصان قدما يد العون لبلدي الجزائر خلال الاستعمار الفرنسي... ومؤخرا خصصت الدولة الجزائرية حديقة في القلب الجزائر العاصمة بإسم إنريكو ماتي.

بدأ نشاطي في التسعينيات من خلال إنشاء جمعية شمال إفريقيا في إيطاليا، بالتعاون مع جمعيات تطوعية مختلفة مثل دار الحقوق الاجتماعية وكاريتاس روما وجمعية بلا حدود... ومع جوليو روسو والمونسنيور لويجي دي ليجرو و دينو فريسولو قمنا بمساعدة 3000 مهاجر في مبنى EX PANTANELLA في بورتا ماجوري في روما.

انضممت مع رابطة شمال أفريقيا إلى منتدى بروكسل للمهاجرين المطلوبين من قبل المجتمع الأوروبي في عام 1995 حيث مثلت الهجرة في إيطاليا في المجتمع الأوروبي لمدة ثلاث سنوات.

على مر السنين، واصلت التزامي بالترشح لقوائم نواب مستشاري جمعية الكابيتول وفي المجالس البلدية لبلدية روما وبكوني جزءًا من المستشارة.

وفي نفس الفترة ونحن في عام 2008 التقيت بصديقي البروفيسور د. فؤاد عودة ومعاً و مع الأخ الدودي تلواني و حكيم نصرات و عديد من الاصدقاء من اصل عربي أعطينا صوتاً للعالم العربي من خلال إنشاء جالية العالم العربي في إيطاليا CO-MAI المؤلف من ممثلين عن معتقدات دينية مختلفة ويأتي من مختلف الدول العربية وغالبية المواطنين الإيطاليين الذين شاركوا بالفعل لسنوات في العمل التطوعي في إيطاليا لصالح التكامل..وقد حظي هذا الجهد الذي قمنا به بتقدير العديد من سفراء الجامعة العربية في إيطاليا.

حتى الآن أنا رئيس الجالية الجزائرية الجزائر ونائب رئيس اتحاد الجمعيات الجزائرية في إيطاليا ونائب رئيس كوماي ومع جميع الأعضاء نواصل التزاماتنا ومعاركنا باسم السلام والحوار والاندماج الاجتماعي والمشاركة مع البلد الذي يستضيفنا.

وأختتم... بإهداء الجائزة الممنوحة لي لوالدي ولكل الأطفال الذين يعانون أو يموتون من أي شكل من أشكال الظلم تجاههم".

يود جميع الفائزين أيضًا أن يشكروا المساهمة القيمة، كما هو الحال دائمًا، المقدمة لهذه القضية من قبل البروفيسور لورا مازا، المستشار الدبلوماسي لحركة المتحدين للوحدة، والفريق بأكمله والوفد الكبير الذي يدعم ويشارك في كل مبادرات مؤسساتنا في ايطاليا و في 120 دولة و مع الرابطة الطبية الاوروبية الشرق اوسطية



الشاب الواعد "نذير عودة"

" نذير عودة " طبيب شاب يحمل الجنسية الإيطالية لكن قلبه ينبض بالعروبة من أصول فليسطينية نشأ وتلقي تعليمه في الجامعات الإيطالية ولكنه نموذج لأبناء الجيل الجديد من أبناء العرب في بلاد المهجر الذين نجحوا في تحقيق المعادلة الصعبة وهي الإندماج في المجتمع الإيطالي مع حفاظهم علي هويتهم الثقافية العربية وربما كان ذلك بفضل نشأته علي يد أحد القوميين الحاملين للقضايا العربية دوما وهو والده البروفيسور فؤاد عودة الذي حرص علي تنمية روح الإنتماء لجذوره الفليسطينية والعربية داخله حتي بات علما من أعلام الجيل الجديد من أبناء العرب في إيطاليا وذلك من خلال إدارته للجنة الأجيال الجديدة في حركة متحدين للوحدة و الرابطة الطبية الأوروبية الشرق أوسطية والتي تضم نخبة من الأطباء الشباب علي مستوي أوروبا .


نذير ذلك الشاب ذات ال 25 ربيعا والذي تخرج كطبيب متخصص في أمراض القدم من أكبر جامعات روما " جامعة تورڤيرجاتا " يقوم بجدارة بإدارة أحد أكبر وأهم المراكز الطبية في روما بكفاءة لفتت إليه الأنظار .

وحول تكريمه صرح " نذير عودة " : «أنا كإيطالي و من اصل فلسطيني من الجيل الثاني، أنا فخور بالحصول على هذا التقدير، أنا مرتبط بجذوري وأصولي، لكنني أشعر أنني إيطالي-فلسطيني-عربي  ومن جهتي، سأستمر في التزامي، حتى يكون حافزًا للشباب الآخرين مثلي لتحقيق الأهداف المهمة وعدم التوقف أبدًا. لا أستطيع أيضًا أن لا أشجع العديد من الشباب مثلي بعملي، على أمل أن تقوم السياسة أيضًا بدورها على أكمل وجه وتدعم الإيطاليين من أصل أجنبي في جميع القطاعات، لأن لديهم أفكارًا، ولأنهم بحاجة إلى المساعدة والتشجيع و يمكن أن تمثل موردا هاما لبلدنا. ومن جانبنا، يجب أن تكون لدينا الثقة، وأن نحترم القوانين، ويجب أن نعرف كيفية الاندماج، وآمل وأثق في أن دوري داخل الجمعيات والحركات التي أنتمي إليها سوف يستمر في ترجمته إلى فوائد للعديد من الشباب مثلي الذين حريصون على القيام بذلك. من جهتي، أشعر أنني عند نقطة البداية وبالتأكيد لا أريد أن أتوقف: يجب أن نكافح معًا لتجنب هجرة الأدمغة إلى الخارج وأن نثبت كل يوم أننا نحن الجيل الجديد من الإيطاليين يمكن أن نكون موردًا يمكننا الاعتماد عليه ".



و من جانبه أبدي البروفيسور "فؤاد عودة" رئيس جالية العالم العربي في إيطاليا سعادته وشكرا لأكاديمية قرطاچ علي ذلك التكريم معربا عن فخره بتكريم الفائزين الأعضاء في جالية العالم العربي في إيطاليا مؤكدا إستحقاقهم لذلك التكريم .