جدل فى ايطاليا حول قانون الحجاب ونشطاء يتصدون دفعا عن المحجبات



روما.إكرامى هاشم

في ظل تنامي عدد المسلمين في إيطاليا، والذي تجاوز ثلاثة ملايين نسمة من مختلف الجنسيات والأصول، تسعى الأجيال الجديدة من أبناء المسلمين للحفاظ على هويتهم الإسلامية وسط بيئة غربية مختلفة ثقافيًا. هذا التحدي أحيانًا يؤدي إلى صدام بين الأبناء، الذين نشأوا في المجتمع الإيطالي، وأسرهم التي تحاول غرس العادات والتقاليد الإسلامية. إحدى هذه القضايا المثيرة للجدل هي الحجاب، الذي تحول إلى محور للنقاش المجتمعي والسياسي في الآونة الأخيرة.

جدل مجتمعي حول قانون الحجاب

دعت بعض التيارات السياسية، لا سيما في إقليم توسكانا شمال إيطاليا، إلى إصدار قانون يمنع ارتداء الفتيات للحجاب قبل سن 18 عامًا ويجرم إجبار الأسر لبناتهن على ذلك. هذه الدعوة أثارت جدلًا واسعًا ترافق مع حملة شنتها التيارات اليمينية المتطرفة ضد الثقافة الإسلامية، زاعمة أن الفتيات المسلمات يُجبرن على ارتداء الحجاب بالعنف والترهيب.

إيمان فتحي: صوت الجيل الجديد

في خضم هذا الجدل، برزت إيمان فتحي، الإعلامية الشابة ذات الأصول المصرية وأصغر مقدمة برامج إذاعية في إيطاليا، كصوت مدافع عن حقوق المسلمات. إيمان، التي تقدم برامج اجتماعية موجهة للشباب، استضافها التلفزيون الإيطالي الرسمي في برنامج “دائمًا الورقة بيضاء”، حيث قدمت ردودًا شجاعة على ادعاءات التيارات المناهضة للحجاب.

شجاعة الرد

خلال اللقاء، أكدت إيمان أن الإسلام يدعو إلى الحرية وينبذ الإجبار، موضحة أنها اختارت ارتداء الحجاب في سن الرابعة عشرة بناءً على قناعتها الشخصية دون أي ضغوط من أسرتها. وعندما حاولت المحاورة الإشارة إلى حالات إجبار العائلات لبناتهن على ارتداء الحجاب، أوضحت إيمان أن هذه الحالات فردية تعكس ثقافات بيئية معينة ولا علاقة لها بالإسلام. وأضافت: “لا يمكن تعميم هذه الحالات الفردية على جميع المسلمين، وعلى الجميع أن يتحلى بثقافة تقبل الآخر”.

ترحيب واسع من الجالية المسلمة

لاقى موقف إيمان إشادة واسعة من الجالية المسلمة في إيطاليا، التي عبرت عن دعمها عبر وسائل التواصل الاجتماعي. أثنى الكثيرون على قدرتها على إيصال رسالة الإسلام بطريقة إيجابية واحترافية، مشيرين إلى أن مواقفها تمثل نموذجًا مشرفًا للشباب المسلم في الغرب.

رسالة للاندماج والتسامح

قدمت إيمان فتحي نموذجًا ملهمًا للشباب المسلم في المجتمعات الغربية، حيث أظهرت أن الاندماج في مجتمع متعدد الثقافات لا يعني التخلي عن الهوية الدينية والثقافية. على العكس، يمكن لهذا الاندماج أن يكون وسيلة لتعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي.

إيمان، المعروفة بلقب “الفرعونة الصغيرة”، أثبتت أن الأجيال الجديدة قادرة على الدفاع عن حقوقها بوعي وحكمة، متحدية التيارات المتطرفة ومقدمة صورة مشرقة عن الإسلام والمسلمين في الغرب.