الخبير البيئى د. عزت حسن يكتب التقلبات الجوية الناجمة عن تغير المناخ وتأثيرها على حرائق لوس أنجلوس




شهدت لوس أنجلوس أشد حرائق الغابات في تاريخها، مما أجبر عشرات الآلاف من الناس على فقدان منازلهم. أحد الأسباب الرئيسية، وفقًا للخبراء، هو الطقس المتطرف الناجم عن تغير المناخ. تشير الأبحاث من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس  إلى أن ظاهرة "التقلبات الجوية" - التحولات السريعة بين الظروف الرطبة والجافة الشديدة - قد تجعل حرائق الغابات أكثر تكرارًا على مستوى العالم.

التقلبات الجوية الحديثة والمتطرفة تسبب الكوارث

يشير العلماء إلى الجفاف الذي دام سنوات في كاليفورنيا والذي أعقبه هطول أمطار غزيرة في عامي 2022 و 2023، والذي أعقبه بسرعة جفاف شديد في خريف وشتاء عام 2024. لم يؤد هذا التقلب إلى نمو نباتات شديدة الاشتعال فحسب، بل جعل أيضًا من السهل اشتعال الحرائق وانتشارها بشكل لا يمكن السيطرة عليه.

ووجد فريق البحث من العلماء أنه منذ منتصف القرن العشرين، أدت "التقلبات الجوية" إلى زيادة الكوارث الطبيعية بنسبة 31% إلى 66%، متجاوزة التوقعات التي قدمتها نماذج المناخ. وتتوقع الدراسة أن يؤثر هذا بشكل متزايد على المناطق العالمية، وخاصة شمال إفريقيا والشرق الأوسط وجنوب آسيا والقارة الأوراسية الشمالية والمحيط الهادئ الاستوائي والمحيط الأطلسي الاستوائي.

حرائق الغابات تؤدي إلى ارتفاع كبير فى التكاليف الاقتصادية والبيئية

أبرز تقرير صادر عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أن شدة حرائق الغابات في غرب الولايات المتحدة زادت ثمانية أضعاف على مدى العقدين الماضيين. لا تؤدي هذه الحرائق إلى أضرار بيئية طويلة الأمد لا رجعة فيها فحسب، بل تتسبب أيضًا في خسائر اقتصادية كبيرة وتضر بصحة الإنسان.

وتشمل الخسائر الاقتصادية أرصدة الكربون؛ فقد تسبب حريق غابات في عام 2024، والمعروف باسم "حريق الحديقة"، في حرق أكثر من 180 ألف هكتار وتعطيل برنامج تعويض الكربون في كاليفورنيا. وعلى الرغم من آليات التخزين المؤقت المصممة للتعويض عن الخسائر، فإن الحاجة أكثر من مضمونة، مما يتطلب استخدام مخزونات تعويض الكربون الأخرى من فئات المخاطر المختلفة.

وعلى الرغم من أن البلدان قد ضاعفت مواردها لقمع حرائق الغابات أربع مرات على مدى السنوات العشرين الماضية، إلا أن النتائج الفعلية كانت محدودة، مما يسلط الضوء على أهمية الوقاية. توصي منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بأن يكون حماية واستعادة الغابات المتدهورة والأراضي الخثية عنصرا أساسيا في جهود الوقاية من حرائق الغابات، واستعادة صحة النظام البيئي وقدرته على الصمود لمنع الحرائق واحتوائها بشكل أفضل. لذا يجب على العالم ان ينتبه بشكل عاجل لاثر تغير المناخ عالميا وما يسببه من كوارث.

د. عزت حسن السكرتير العالم لمركز التدريب البيئي بالسويد