٣٥% من النساء على مستوى العالم تعرضن للعنف الجسدي و الجنسي بقلم الدكتورة رابية نور أزهر
إن العالم يتحمل وطأة جائحة أخرى منذ عصور. العنف القائم على النوع الاجتماعي أو العنف
ضد النساء والفتيات، هو جائحة كبير يؤثر على واحدة من كل ثلاث نساء مرة واحدة في حياتها.
إن الطريقة التي يعتني بها المجتمع بنسائه هي واحدة من أوضح مقاييس نجاح وصحة
ذلك المجتمع. سواء في المنزل أو في الأسواق أو في الشوارع أو أثناء الصراع، فإن العنف ضد النساء
والفتيات هو انتهاك لحقوق الإنسان منتشر على نطاق واسع ويحدث في الأماكن العامة والخاصة.العنف بين الشريكين الحميمين أو المقرب هو أي نشاط من قبل شريك أو زوج حالي أو سابق ينتج عنه ضرر جسدي أو جنسي أو نفسي. هذا هو أقصى أشكال العنف التي تواجهها النساء في جميع أنحاء العالم.
الأرقام مذهلة: 35% من النساء على مستوى العالم تعرضن إما للعنف الجسدي و/أو الجنسي، أو للعنف من جانب أحد الأقارب المقربين، أو للعنف الجنسي من جانب غير الشريك. وعلى مستوى العالم، تصل نسبة جرائم قتل النساء التي يرتكبها أحد الأقارب المقربين/الشريك الذكر إلى 38%.
يمكن للعنف أن يؤثر سلبًا على الصحة البدنية والعقلية والجنسية والإنجابية للنساء. كما يؤثر على أطفالهن، ويؤدي إلى ارتفاع التكاليف الاجتماعية والاقتصادية للنساء وأسرهن ومجتمعاتهن. ويمكن أن يكون لهذا العنف عواقب وخيمة مثل القتل أو الانتحار أيضًا.
قد يتعرض الأطفال الذين ينشؤون في أسر يسودها العنف لمجموعة من الاضطرابات السلوكية والعاطفية. ويمكن أن ترتبط هذه الاضطرابات أيضًا بارتكاب العنف أو معاناته في وقت لاحق من الحياة.
كما يمكن أن يرتبط العنف بارتفاع نسب وفيات الرضع والأطفال ومرضهم
(من خلال، على سبيل المثال، أمراض الإسهال أو سوء التغذية).
كشفت بعض الدراسات في عام 2013 أن النساء اللاتي تعرضن للعنف من قبل الشريك المقرب كن أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب والإدمان بنحو الضعف، وأكثر عرضة للإجهاض بنسبة 16% وأكثر عرضة للولادة المبكرة بنسبة 41%.
تُدرج باكستان ضمن تلك البلدان حيث تعاني 70% من النساء والفتيات من العنف الجسدي أو الجنسي في حياتهن من قبل أقاربهن المقربين، وتواجه 93% من النساء العنف الجنسي بأشكال عديدة في الأماكن العامة خلال حياتهن.
يُعتبر العنف ضد المرأة، وخاصة عنف الأقارب المقربين أو الشريك المقربين والعنف الجنسي، مشكلة صحية عامة رئيسية وانتهاكًا لحقوق الإنسان للمرأة في
باكستان أيضًا.
هناك بعض الأدلة من البلدان ذات الدخل المرتفع على أن التدخلات من خلال الدعوة
والاستشارة يمكن أن توسع الاتصال بالخدمات المقدمة للناجيات من العنف. وقد يكون تنفيذ هذه الاستراتيجية فعالاً في الحد من هذا العنف.
ومع ذلك، في البلدان المنخفضة الدخل، فإن استراتيجيات الوقاية التي ثبت أنها واعدة
تتضمن نهجًا يعمل على تمكين المرأة اقتصاديًا واجتماعيًا من خلال مزيج من التمويل الأصغر والتدريب على المهارات المرتبطة بالمساواة بين الجنسين.
ولكي نحقق تغييرًا دائمًا، من الأهمية بمكان التصديق على التشريعات وإنفاذها وتحسين وتنفيذ السياسات التي تعزز المساواة بين الجنسين. إن رغبة المجتمع وقدرته على منع العنف الأسري والجرائم الجنسية والمطاردة والعنف المنزلي والاستجابة لها بنجاح هي نقاط أساسية أولية لاستجابة مجتمعية فعالة. نحن بحاجة إلى استجابة المجتمع كمتطلب رئيسي لمنع العنف ضد المرأة.
الكاتبة، خريجة جامعة ليدز بالمملكة المتحدة، خبيرة في المبادرات الاستراتيجية والإنسانية. تدافع عن الابتكار والتعاون لتعزيز تنمية المرأة والرعاية الصحية.