كيف نستعد لأربع سنوات من البلطجة الترامبية؟ اد محمد ابراهيم المصري*

 

حين تكون صبيا يلعب في حواري شبرا مع اقرانه لابد ان تعلم كيف تتعامل مع اي بلطجي سواء في الحارة او المدرسة.

ولا مجال عمليا لان تشتكي هذا البلطجي لولي الأمر او للشرطة فهذا طريق طويل.

وهذا البلطجي قد يكون من بين شلة الأصدقاء وهنا تكون المشكلة اكبر.

وتعريف البلطجي هو شخص عايز ياخد منك شيء بالعافية في مقابل لا شيء ويستخدم لذلك القوة او ما يسمى projected power وهو ايهامك ان قوته لا حدود لها وانه سيستخدمها ل يسبب لك ضرارا محققا لك او لاسرتك او مقتنياتك وانه "مسنود".

والبلطجي يمكن أن يعمل بمفرده او مع عصابة من البلطجيه.

ونفس هذا السيناريو تجده في محلات وسط البلد او بين الباعة السريحة مثلا.

وما يعمله ترامب في اول شهر من الرياسة هو بلطجة بامتياز لكن على صعيد اكبر وله نتايج خطيرة.

لكن فنتعلم من صبية اي حارة في المحروسة طريقة التعامل مع البلطجية:

اولا

لابد من التنسيق بين المتضررين من هذه البلطجة لان في الإتحاد قوة اكبر من قوة البلطجي حتي لو كان رئيسا لقوة عظمى.

ثانيا

عدم التفاوض ابدا مع البلطجي لخفض الاتاوات على الضحايا .. لان ذلك يرسل رسالة للبلطجي ان الضحية موافقة ومستعدة تدفع ثمنا لكن اقل مما هو يطلب.

ثالثا 

عدم الرد على اي سبب يستخدمه البلطجي ليبرر بلطجته مثلا انكم كصبية ليس لكم الحق في اللعب في هذة المنطقة.

رابعا 

تهديد البلطجي بأي قوة تملكها الضحية .. فمثلا في حالة احتلال امريكا لغزة وطرد الفلسطنين سيقوم عمال موانيء القناة وباب المندب و الخليج بإيقاف الملاحة تماما .. وكذلك عدم تفريغ شاحنات البترول في كل مواتيء العالم.

خامسا 

تعرية إجرام البلطجي أمام الحي واسرته .. وفي حالة ترمب أمام الراي العام الأمريكي والمحافل الدولية ويمكن الاستعانة بشركات العلاقات العامة المهنية.

سادسا 

التواصل مع رجال الدين خصوصا دين ترامب ليتخذوا موقف ضد واحد يدعي انه منهم.

سابعا 

في حالة بلطجة ترامب لابد من استخدام البورصة الامريكية لخفض الأسهم و شرح العلاقة بين بلطجة ترامب وبين عدم الثقة في الاقتصاد الأمريكي.

وهنا ايضا يمكن استخدام سلاح مقاطعة السلع والعلامات التجارية الأمريكية.

ثامنا 

اذا لم يعمل المتضرر من البلطجة فورا لوقفها سيستمر البلطجي في الابتزاز والتهديد والبلطجة ولن يتوقف ترامب ل اربع سنوات بالتمام والكمال.

* استاذ هندسة المكروتشبس بجامعة واترلو بكندا.