مراسلون بلا حدود: الدول العربية تتربع على عرش المناطق الأكثر خطرا على الصحفيين في عام 2025

 



يظهر التقرير السنوي الذي تعده منظمة "مراسلون بلا حدود" تدهوراً خطيراً في التصنيف العالمي لحرية الصحافة حول العالم. وجاءت مناطق وبلدان الشرق الأوسط، لا سيما البلدان العربية، في ذيل قائمة حرية الإعلام، حيث تعتبر ممارسة المهنة "عملاً خطراً". وباتت مهنة الصحافة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عالقة بين مطرقة قمع الأنظمة الاستبدادية وسندان عدم الاستقرار الاقتصادي المستمر، كما جاء في التقرير.

ويقارن التصنيف العالمي لحرية الصحافة مستوى الحرية المتاحة للصحفيين ووسائل الإعلام في 180 دولة، ويعتمد التحليل على خمسة مؤشرات رئيسية هي: السياق القانوني، السياسي، الاجتماعي والثقافي والأمني.

وفي فوضى الأحداث التي تشهدها الأراضي السورية، احتلت دمشق المرتبة 177 في القائمة، بانتظار إجراء إصلاحات عميقة على المشهد الإعلامي في مرحلة ما بعد سقوط نظام الأسد الذي عرف بتكميم الأصوات الإعلامية.

وتواصل مصر تراجعها في حرية الصحافة، محتفظة بموقعها بين الدول العشر "الأسوأ عالمياً" بسبب القمع والتضييق الحكومي على تغطية الأحداث والأزمات، واحتلت المرتبة 170 في القائمة.

حلت الأراضي الفلسطينية في المرتبة 163 من بين أخطر الدول على سلامة الصحفيين في العالم، وسلط التقرير الضوء على ما وصفها بـ "الأرقام المروّعة" لمقتل الصحفيين في قطاع غزة.

ويتهم التقرير الجيش الإسرائيلي بإنتاج "حصيلة مروعة" للفاعلين الإعلاميين الذين قَتلهم الجيش الإسرائيلي في غزة، حيث تم الإبلاغ عن مقتل نحو 200 إعلامي خلال العام والنصف الماضيين، بينهم نحو 43 أثناء أداء عملهم، بينما تطبق السلطات الإسرائيلية الخناق على الإعلام في القطاع، ما أدى إلى تراجع تصنيف إسرائيل في القائمة 11 مرة أكثر من العام الذي سبقه لتحتل المرتبة 112.

وبالرغم من التقدم النسبي للبنان في التصنيف، إلا أن أزماته الاقتصادية والضغوط السياسية المستمرة تعرقل حرية الإعلام، وتضعه في المرتبة 132 من التصنيف.

وسجلت تونس التي حلت في المرتبة 129، أكبر تراجع على مستوى المؤشر الاقتصادي في المنطقة، وذلك في سياق أزمة سياسية خانقة انعكست سلباً على الصحافة المستقلة، بالدولة الوحيدة التي تقهقرت في الترتيب الاقتصادي من بين دول شمال أفريقيا.

دول الخليج.. رخاء اقتصادي ولكن!

وعلى الرغم من الازدهار والوضع الاقتصادي المرتفع نسبياً في دول الخليج، إلا أن ذلك لم ينعكس على حرية الصحافة، بحسب التقرير، إذ ما يزال العمل الصحفي مقيداً "بأنظمة قمعية وضغوط سياسية".

وحلت السعودية في المركز 162، وسلطنة عمان 134، بينما  شغلت الكويت المرتبة 128، في وقت سجّلت فيه الإمارات تراجعاً ملحوظاً بفقدانها أربع مراتب، وهو ثاني أسوأ تراجع في المنطقة حيث حلت في المرتبة 164 في التصنيف.

خريطة العالم تزداد احمراراً عاماً بعد آخر..

ويغطي اللون الأحمر منطقة الشرق الأوسط في الخريطة التوضيحية الموجودة على الموقع الرسمي للمنظمة، إضافة إلى بلدان شمال إفريقيا التي تعتبر الأكثر خطراً على سلامة الصحفيين.

ولا يقتصر القمع التعسفي للصحفيين والخطر المحيق بحياتهم وبطبيعة عملهم على البلدان العربية وبلدان الشرق الأوسط فحسب، بل أظهر التقرير السنوي لمراسلين بلا حدود أن أكثر من نصف سكان العالم ممن يعيشون في 42 دولة تصنف المنظمة أوضاع حرية الصحاتفة فيها بأنها "خطيرة للغاية"، كما جاء في التقرير.


وتقول المنظمة إن عمل الصحفيين في هذه المناطق يواجه "غياب حرية التعبير" حيث تصبح ممارسة الصحافية عملاً محفوفاً بالمخاطر، وسجلت نسب خطيرة في كل من آسيا الوسطى والصين التي شهدت تدهوراً ملحوظاً وأصبحت عند "مستوى قمعي" مع احتلالها المرتبة 178 في القائمة، تليها جارتها كوريا الشمالية التي حلت في المرتبة 179 قبل أريتيريا التي حلت في المرتبة الأخيرة في أسفل القائمة