مأساة جديدة في البحر المتوسط وفاة ثلاثة مهاجرين بسبب الجوع والعطش قبالة سواحل لامبيدوزا
روما
إكرامى هاشم
في مأساة إنسانية جديدة تُضاف إلى سلسلة الكوارث التي يشهدها البحر المتوسط، لقي ثلاثة مهاجرين غير شرعيين حتفهم جوعًا وعطشًا أثناء محاولتهم الوصول إلى السواحل الإيطالية.
تفاصيل الحادثة:
أفادت منظمة “ريسكشيب” الألمانية غير الحكومية بأن سفينتها “نادير” أنقذت يوم أمس 57 مهاجرًا كانوا على متن قارب صغير انطلق من مدينة الزاوية الليبية قبل ثلاثة أيام. وعُثر على جثث ثلاثة أشخاص، بينهم رجل يبلغ من العمر 30 عامًا وطفلين يبلغان حوالي عامين، وقد فارقوا الحياة قبل عملية الإنقاذ، ويُعتقد أن سبب الوفاة هو الجوع والعطش بعد أن ظل القارب تائهًا في البحر لعدة أيام.
من بين الناجين، تم إجلاء ستة أشخاص، بينهم ثلاث نساء وطفلان مصابان بحروق، إلى جزيرة لامبيدوزا لتلقي العلاج. وأفادت التقارير بأن العديد من الناجين عانوا من حروق كيميائية شديدة نتيجة تعرضهم لخليط من الماء المالح والوقود.
ردود الفعل:
أعربت منظمة “أنقذوا الأطفال” عن أسفها الشديد لهذه المأساة، معتبرةً أن وفاة الأطفال جوعًا وعطشًا هو فشل سياسي لا يُغتفر. ودعت إلى فتح قنوات دخول آمنة وقانونية للمهاجرين وتعزيز قدرات الإنقاذ في البحر.
إحصائيات مقلقة:
وفقًا للمنظمة الدولية للهجرة، سُجّل في الربع الأول من عام 2025 وفاة 343 مهاجرًا في البحر المتوسط. ومنذ عام 2014، تم تسجيل أكثر من 31,700 حالة وفاة أو اختفاء لمهاجرين في هذه المنطقة. كما أفادت منظمة اليونيسف بأن حوالي 3,500 طفل لقوا حتفهم أو فُقدوا أثناء محاولتهم عبور البحر المتوسط خلال العقد الماضي.
تُسلّط هذه المأساة الضوء على الحاجة الملحة لإيجاد حلول إنسانية لأزمة الهجرة، بما في ذلك توفير طرق آمنة وقانونية للمهاجرين وتعزيز جهود الإنقاذ في البحر. إن استمرار هذه الكوارث يُعد وصمة عار على جبين المجتمع الدولي، ويستدعي تحركًا عاجلًا لمنع تكرارها