‏The Bibi files ”ملفّات بيبي “بقلم"مريم تولتش ,,




وهو فيلم وثائقي يندرج ضمن الصّحافة الاستقصائية، محوره الاتّهامات الموجّهة لنتنياهو بالفساد ، ويشير إلى أنّ نتنياهو يطيل أمد الحرب في غزة، لتجنّب السجن بسبب تلك اتهامات، "وبمعنى آخر فإن الأزمة الإنسانية التي تنتهك القانون الدولي تحوم حول الحفاظ على الذات، "وفقاً لصحيفة الجارديان. 

الفيلم الوثائقي يُبنى على تسجيلات مسربة لاستجوابات الشرطة لنتنياهو، ويصوره زعيماً مستبداً يسعى بكل الطرق لحماية نفسه من الملاحقات القانونية. وتبرز الرواية الأساسية للفيلم أن تحالف نتنياهو مع اليمين المتطرف لم يكن مجرد خطوة سياسية عابرة، بل هو جزء من خطة أوسع للهروب من الاتهامات بالرشوة والاحتيال التي وجهت إليه منذ عام ٢٠١٩.


يقلّل البعض من قيمة متابعة الصّحف الاسرائيلية، والنّقاشات الدّائرة في الدّاخل باعتبار أنّها لا تضيف للقضيّة الفلسطينية شيئا، والبعض قد يجري مقارنة بين الديمقراطية في الكيان وسقف حرية الصّحافة المرتفع بالنسبة للعالم العربي الذي يجعلهم يمسحون الارض بسمعة احد أقوى رجال الدّولة منذ نشأتها، ( وهذا لا شكّ به من عوامل قوّة الدّولة) ..وردود أفعال مختلفة تصدر ممّن شاهد أو سمع حتى بهذا الفيلم، ولكني على الصعيد الشخصي أظن أنّ أيّ اطّلاع ومعرفة إضافية مدعومة بمظلّة فكريّة ووعي أمر ضروري ومهم.

من الانطباعات التي ترسّخت عندي أنّ هذه الدّولة في ذروة انتصاراتها العسكريّة والسّياسيّة تنحدر خطاها وتزيد عوامل الخطر في بنيتها الدّاخليّة، الشّراسة والقوّة الفجّة في التّعامل مع " الأعداء" التي نراها بصورة تنعكس في التّعامل الدّاخلي ، وتجعل قيم السّعي للقوّة والنّصر مهما كلّف الأمر من نذالة وتلاعب واستغلال إلى آخر القائمة المنحطّة من الأخلاقيات هي القيم المرغوبة لأجل وصفة النّجاح والسّعادة في الحياة، على عكس قيم " الكيبوتس" التي ركّزت على العمل والتّقشّف والإعداد العسكري والتّعاون، وكانت من البذور الأساسية في إنشاء

 الكيان ومعظم قادته الاوائل نشؤوا وعاشوا فيها.

لا مفرّ من العمل الشّاق إذا أردنا أن نكون "نِدّا" ، لا مفرّ من غرس قيم التّفكير النّقدي وعظمة الحريّة والشّعور بتقدير الذّات ، وكذلك الجلَد في العمل وقوّة التّحمّل حين نربّي أبناءنا من كلا الجنسين . هناك من يرى مدى تطوّر دولة الكيان التكنولوجي والعلمي فيذهل ويقرّر مصادقتها، وهناك من يرى نفس الجانب ولكنّه لا يتجاهل الفكرة العنصريّة والاحتلال الذي قامت عليه فيقرّر التعلم من التجربة والاشتغال على النّفس لآخر رمق ليسدّ ثغرة ويقوم بواجبه في هذا الصّراع الطّويل