مجزرة جديدة على الطريق الإقليمي.. المنوفية تودع 18 زهرة دفعة واحدة
ثلاجات الموتى تنطق بالمأساة.. آباء لم يعرفوا بناتهم من شدة الإصابات
أهالي المنوفية: أغلقوا هذا الطريق الملعون.. كفى موتًا صامتًا!
توزيع الجثامين على 4 مستشفيات.. مشاهد من الألم في
قويسنا وأشمون وسرس الليان والباجور
فتحى الضبع
"لا تتجاوز أعمارهن 21 عامًا".. من هن ضحايا الطريق القاتل؟
الناجون الثلاثة يروون اللحظات الأخيرة: "كنا نضحك.. ثم سمعنا صوت الموت"
3 جنازات في بيت واحد.. كفر السنابسة ترتدي السواد الكامل
الطريق الإقليمي يواصل حصد الأرواح.. والسلطات في سبات عميق
المنوفية
في صباحٍ تحوّل إلى كابوس دامٍ، أفاقت محافظة المنوفية اليوم على مشهد لا يحتمله قلب ولا عقل: نعوش متراصة لفتيات في عمر الزهور، خرجن بحثًا عن لقمة العيش فعُدن جثامين في أكياس سوداء.
19 ضحية بريئة، بينهن 18 فتاة من قرية كفر السنابسة، وسائق ميكروباص، لفظوا أنفاسهم الأخيرة على الإسفلت بعدما دهستهم شاحنة نقل على الطريق الإقليمي، الطريق نفسه الذي تحوّل إلى "عدّاد موت" يلتهم الأرواح بلا رحمة ولا مساءلة.
الحزن وحده لا يكفي، الغضب أيضًا لا يُسكت، فإلى متى يظل هذا الطريق شاهدًا على الدماء؟ وإلى متى ستبقى الدولة صامتة أمام مسلسل القتل الجماعي المتكرر؟
هؤلاء لم يموتوا بحادث، بل بإهمال، وسكوت، وتقصير صارخ!
التحقيقات الأولية كشفت أن الحادث وقع في السابعة صباحًا، حين اصطدمت سيارة نقل ثقيل (تريلا) بسيارة ميكروباص تقل الفتيات أثناء توجههن للعمل في مزرعة لجني العنب، ما أسفر عن تحطم السيارة بالكامل وسقوط الضحايا في الحال.
ضحايا في عمر الزهور
وأوضحت مديرية الصحة بالمنوفية أن الضحايا جميعهم من قرية كفر السنابسة التابعة لمركز منوف، وتتراوح أعمار الفتيات بين 15 و21 عامًا، إضافة إلى السائق الذي ينتمي لقرية طملاي المجاورة.
ضحايا لقمة العيش.. فتيات كفر السنابسة خرجن للعمل وعُدن إلى القبور
وتم توزيع الضحايا على مستشفيات المحافظة كالتالي: 6 بمستشفى قويسنا العام، 6 بمستشفى أشمون، 5 حالات وفاة و3 مصابين بمستشفى الباجور التخصصي، وحالتين وفاة بمستشفى سرس الليان.
أسماء الضحايا كما وردت من المستشفيات:
مستشفى قويسنا: ميادة محيي فتحي، هنا علام، مروة أشرف، آية زغلول، شيماء خليل، والسائق أدهم محمد.
مستشفى الباجور: شروق خالد، جنى يحيى، تقى محمد أحمد، هدير عبد الباسط، شيماء محمود محمد.
مستشفى سرس الليان: أسماء خالد، شيماء رمضان.
مستشفى أشمون: سمر خالد، ملك خليل، إسراء عبد الخالق، رويدا خالد، سارة محمد، ضحى همام.
مشاهد مأساوية
داخل ثلاجات الموتى، ارتسمت ملامح الفاجعة في أعين الأهالي، حيث لم يتمكن أحد الآباء من التعرف على ابنته في البداية من شدة الإصابات، إلا أنه تعرف عليها من خلال ملابسها، لينفجر باكيًا بعد أن ودّعها صباحًا وهي تستعد للذهاب للعمل، واستلم جثتها في المساء.
مطالبات بغلق الطريق الإقليمي
تكرر الحوادث المميتة على الطريق الإقليمي أثار غضب الأهالي، الذين طالبوا بإغلاقه أو اتخاذ إجراءات عاجلة للسيطرة على حركة النقل الثقيل، خاصة أن الطريق شهد العديد من الحوادث القاتلة في الأعوام الأخيرة دون تدخل واضح.
حوادث متكررة دون رادع
لا يُعد هذا الحادث الأول من نوعه، فقد شهد الطريق الإقليمي حوادث مروعة سابقة، منها مصرع 12 شخصًا في حادث مماثل عام 2023، و9 وفيات في 2022، وسط مطالبات دائمة من الأهالي بإنشاء مطبات صناعية أو نقاط مرور لضبط السرعة وتفادي الكوارث.
استنفار رسمي ومتابعة من المحافظ
في استجابة عاجلة، وجّه اللواء إبراهيم أبو ليمون محافظ المنوفية رؤساء المدن إلى التواجد في المستشفيات لمتابعة الحادث وتقديم الدعم اللازم للأسر، مؤكدًا أنه لن يتم التهاون مع أي تقصير في تأمين الطرق.
رغم صرخات الأهالي المتكررة.. يواصل الطريق الإقليمي حصد الأرواح في صمت قاتل.