أسطول الحرية ينطلق نحو غزة: سفينة "مادلين" تبحر في مهمة إنسانية لكسر الحصار وإيصال الإمدادات
تقرير.فتحى الضبع
انطلاقة تاريخية من صقلية
انطلقت سفينة "مادلين"، التابعة لتحالف أسطول الحرية الدولي، يوم الأحد الموافق 1 يونيو، من ميناء كاتانيا بجزيرة صقلية الإيطالية، في رحلة بحرية إنسانية تهدف إلى كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ 17 عاماً.
وتمثل هذه الرحلة، التي من المتوقع أن تستغرق نحو 7 أيام وتغطي ما يقارب 2000 كيلومتر، رسالة تضامن ودعوة إلى العالم لتحمل مسؤولياته تجاه الكارثة الإنسانية المستمرة في غزة.
مساعدات إنسانية ورسالة تضامن
تحمل السفينة على متنها شحنة إنسانية تتضمن إمدادات طبية، ودقيق، وأرز، وحليب أطفال، وحفاضات، ومنتجات نظافة نسائية، ومعدات تحلية مياه، وعكازات، وأطرافًا اصطناعية للأطفال، وفقاً لما أكده بيان ائتلاف أسطول الحرية.
وقال زاهر بيراوي، رئيس اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة:
> "رغم صغر حجم السفينة، إلا أن رسالتها عظيمة، إنها تعبير عن الشعور بالمسؤولية من قبل الشعوب الحرة، ودعوة لبذل الجهد لوقف هذه الجريمة المستمرة بحق غزة وأهلها".
دعم سياسي ودولي واسع
شاركت شخصيات سياسية بارزة في دعم هذه المبادرة، من بينهم السيناتورة الأيرلندية لين رويان، التي وصفت المهمة بأنها:
"تجسيد لأسمى معاني إنسانيتنا المشتركة في وجه الترهيب والتواطؤ الدولي مع المعتدي".
وأكدت أن إسرائيل، بدعم من الولايات المتحدة، تسعى إلى تهميش دور الأمم المتحدة في إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
أما النائبة في البرلمان الأوروبي ريما حسن، فوصفت الرحلة بـ"الرمزية والسياسية"، مؤكدة:
"ما نحمله لا يغطي كل الاحتياجات، لكنه تمهيد للطريق لكسر الحصار ورفع الوعي الدولي بالمجاعة والإبادة الجارية".
مخاطر قائمة واستعداد دائم
ورغم الطابع السلمي للرحلة، فإن المخاوف الأمنية تحيط بها، خصوصاً في ظل التهديدات الإسرائيلية باعتراض السفينة، كما حدث سابقاً مع سفينة "كونشايس" التي تعرضت لهجوم بطائرات مسيرة في المياه الدولية.
وقد أكد تحالف أسطول الحرية أن جميع النشطاء والطاقم على متن "مادلين" مدربون على اللاعنف ويشاركون في مقاومة مدنية سلمية، كما يتم إخضاعهم يومياً لتدريبات على سيناريوهات الطوارئ، بما في ذلك هجمات جوية أو تحت الماء.
مطالب دولية بالحماية
دعت منظمات دولية، من بينها غرين بيس، إلى توفير الحماية للسفينة. كما طالب بيراوي الدول التي لها رعايا على متن "مادلين" بالتحرك لحمايتهم.
وفي تصريحاته، حمّل بيراوي مسؤولية أي اعتداء محتمل على النشطاء إلى الجهات المحرّضة، بما في ذلك أعضاء في الكونغرس الأميركي، الذين اعتبرهم "شركاء في الجريمة" في حال وقوع هجوم.
وأثار السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام جدلاً واسعاً بعد تغريدة هاجم فيها مشاركة الناشطة البيئية غريتا ثونبرغ في الرحلة، قائلاً:> "آمل أن تتمكن غريتا وأصدقاؤها من السباحة!"، ما قوبل بانتقادات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي.
رحلة محفوفة بالأمل والمخاطر
في ختام حديثها، قالت النائبة ريما حسن: "ندرك تماماً المخاطر، لكننا متمسكون بحقنا في إيصال المساعدات. هذه ليست فقط مهمة إنسانية، بل مقاومة رمزية ضد الظلم والعجز الدولي".