هل تخطط إسرائيل لعودة "رضا بهلوي"لحكم ايران والاطاحة بالمرشد ؟
فتحى الضبع
في سلسلة تطورات لافتة حملت أبعادًا سياسية وتاريخية معقدة، شارك رضا بهلوي، نجل شاه إيران الراحل، في مناسبتين بارزتين خلال الفترة الأخيرة، أعادتاه إلى واجهة المشهد الإيراني والدولي في ظل تصاعد غير مسبوق في التوتر بين طهران وتل أبيب.
في إبريل 2023، وصل بهلوي إلى القدس في زيارة رسمية شملت جولة في متحف الهولوكوست "ياد فاشيم"، برفقة وزيرة العلوم الإسرائيلية جيلا جمائيل، حيث شارك في مراسم إحياء ذكرى ضحايا المحرقة النازية. وصرّح بهلوي أمام وسائل الإعلام قائلًا: "عندما يكون لدينا في إيران نظام ينفي وقوع المحرقة، فإن واجبي أن أكون هنا لأمثل أبناء وطني".
وفي خطوة أثارت ردود فعل متباينة، شهد مساء الخميس 12 يونيو الجاري حفل زفاف ابنته الكبرى إيمان بهلوي على رجل الأعمال اليهودي الأمريكي برادلي شيرمان، مؤسس شركة ناشئة في مجال توصيل الطرود بالطائرات المسيرة. أُقيم الحفل في أحد فنادق القدس الفاخرة، بحضور والدته فرح ديبا وزوجته ياسمين، وبمشاركة عدد من الشخصيات البارزة من الجانبين الإيراني والإسرائيلي.
ورأى مراقبون أن هذا الزواج يحمل رمزية كبيرة، إذ أعاد إلى الذاكرة العلاقات التاريخية بين الفرس واليهود، وخصوصًا في عهد الملك كورش الكبير، الذي حرر اليهود من السبي البابلي وسمح لهم بالعودة إلى أورشليم.
لكن الدراما السياسية لم تتأخر كثيرًا، إذ بدأ القصف الإسرائيلي المكثف على العاصمة الإيرانية طهران فجر الجمعة، بعد وقت قصير من انتهاء مراسم الزفاف. وبحسب مصادر مقربة من العائلة، استيقظ بهلوي بعد استراحة قصيرة ليطلق عبر وسائل التواصل دعوة مفتوحة للإيرانيين للنزول إلى الشوارع والاحتجاج ضد النظام، داعيًا قوات الأمن والحرس الثوري إلى الانشقاق والانضمام إلى صفوف الشعب.
وفي اليوم التالي، عقدت وزيرة العلوم الإسرائيلية جيلا جمائيل مؤتمرًا صحفيًا من تل أبيب أكدت فيه أن "نظام الملالي في طهران يترنح، وسيسقط قريبًا"، مشيرة إلى أن "عهدًا جديدًا من العلاقات بين إيران وإسرائيل يلوح في الأفق، يعيد أمجاد زمن كورش العظيم".
وفي تعليق مفاجئ، تحدث الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حول الأزمة الإيرانية، قائلاً: "رغم كل التناقضات، فإن إيران يجب أن تعود إمبراطورية عظيمة كما كانت في التاريخ القديم"، في تصريح رأى فيه البعض تلويحًا مبطنًا بدعم ضمني لعودة الملكية.
ومع احتدام المشهد، تتزايد التكهنات حول مستقبل النظام الإيراني، بينما يطرح المراقبون سؤالًا كبيرًا: هل آن أوان عودة رضا بهلوي إلى طهران؟