ياسر المناوهلي... صوت الثورة و وجع الوطن وعندما يتم تخصيب الجيتار
ياسر المناوهلى صوت فريد من نوعه. يمكن القول إنه الضوء الساطع اخر نفق مظلم وهو فقط يدندن على اوتار مشدودة بعزم وهمه ومن خلال طبقات صوته يفجر حزن وطن كامل
في زمن كثرت فيه الأصوات، يبقى صوت ياسر المناوهلي مختلفًا... لأنه صادق.بحياة فنية بدأت من دندنة لتصل إلى صميم الواقع
في المشهد الفني المصري، حيث يسود الطابع التجاري والغناء السريع، يبرز صوت مختلف يحمل في نبرته وجع الوطن، وسخرية ابن الشارع، وحنين المثقف الثائر. ياسر المناوهلي، المطرب والملحن المصري، لم يسعَ يومًا إلى النجومية التقليدية، لكنه أصبح رمزًا للغناء البديل، وصوتًا ارتبط بثورة يناير وما بعدها.
المناوهلى والوعى الموسيقى
ولد ياسر المناوهلي في مصر، ونشأ في أوساط ثقافية وفنية ساهمت في تشكيل وعيه الموسيقي والسياسي. ورغم قلة المعلومات الرسمية عن تفاصيل نشأته، فإن حضوره في الفعاليات الثورية والمستقلة منذ أوائل الألفينات، جعله معروفًا بين جمهور المثقفين والفنانين الشباب.
لم يتخرج المناوهلي من معهد موسيقي تقليدي، لكنه طور أدواته الغنائية والتلحينية بنفسه، معتمدًا على إحساس مرهف وكلمات لاذعة تُعبّر عن أزمات المواطن المصري اليومية.
صوت الشارع والحلم المكسور
قدم ياسر المناوهلي العديد من الأغاني التي أصبحت علامات في الغناء السياسي والاجتماعي البديل في مصر،
أغنية ساخرة تعبّر عن رفضه للأنماط الجاهزة وازدواجية الخطاب الإعلامي."سجنوا الغنوة"
مرثية لحال الحريات الفنية في مصر، أُنتجت في أعقاب التضييق على الفنانين بعد الثورة.
تحولت إلى نشيد ميداني للمتظاهرين في ميدان التحرير، حيث كانت تُعزف من مكبرات الصوت وسط الهتافات.
أغاني المناوهلي عادة ما تُكتب باللهجة العامية المصرية، وتحمل مضامين احتجاجية، تُعبّر عن الإحباط، الأمل، التهكم، والحلم الثوري الذي لم يكتمل.
صوت غير تقليدي
يتميز أسلوب ياسر المناوهلي بالغناء الحيّ البسيط المصحوب غالبًا بجيتار دون تكلف أو مؤثرات صوتية، ما يجعل رسالته صادقة ومباشرة. صوته ليس تقليديًا من حيث القوة أو الجمال الأكاديمي، لكنه نابض بالإحساس، ويُجيد توصيل المعنى حتى لو بصوت متهدج أحيانًا، ما يعكس صدق التجربة.
هو أقرب إلى المنشد الشعبي المثقف، أو الراوي الغنائي، الذي يحكي حكايات الشارع المصري من وجهة نظر مغايرة.
رغم أنه لا يظهر كثيرًا في وسائل الإعلام الرسمية، ولا يشارك في الحفلات الكبرى أو المهرجانات المدعومة من الدولة، فإن ياسر المناوهلي يحتفظ بجمهور خاص جدًا من الشباب الثائر، والمثقفين، والنشطاء. تجد أعماله منتشرة على يوتيوب ومنصات التواصل الاجتماعي، وغالبًا ما يُشارك في فعاليات صغيرة، حفلات تضامن، أو جلسات غنائية ثقافية في المراكز المستقلة.
الحلم الذي لم يُكتمل
كان ياسر المناوهلي من أبرز الفنانين المرتبطين بثورة 25 يناير 2011. لم يكن فقط مغنيًا، بل مشاركًا فعليًا في الميدان. رأى الثورة كحلم جماعي بالحرية والعدالة والكرامة، وهو ما انعكس في كل إنتاجه الفني بعدها.
في تصريحات نادرة له، أشار إلى أن الثورة لم تُهزم رغم كل الإحباطات، لأن الوعي الذي خلقته ما زال حيًا في الأجيال الجديدة. وهو يرى أن الفن يجب أن يبقى أداة مقاومة، لا ترفيهًا فقط.
الفنان الذي اختار أن يكون حرًا
ربما لا تتصدر أغاني ياسر المناوهلي قوائم الأكثر استماعًا على تطبيقات الموسيقى، لكنها تظل محفورة في وجدان كل من حلم بمصر أفضل. هو مثال على أن الفن لا يُقاس بعدد المشاهدات، بل بمدى تأثيره وصدقه.