شبابنا هو المستقبل".. مؤتمر مصري حاشد في أوروبا يؤكد وحدة الجاليات وتوصيات عملية للمستقبل

 


فتحي الضبع 

في أجواء يسودها الانتماء والحماس الوطني، انطلقت فعاليات مؤتمر الجاليات المصرية في أوروبا تحت شعار "شبابنا هو المستقبل"، بمشاركة واسعة من ممثلي الجاليات، الجمعيات الأهلية، وعدد من الإعلاميين والشخصيات العامة من مختلف الدول الأوروبية.

شهد المؤتمر حضور  السفير محمد نصر، سفير مصر في النمسا ومندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، إلى جانب القنصل العام محمد البحيري والمستشار نادر رفعت. وشارك في الفعالية أكثر من مائة مشارك من جنسيات وخلفيات متنوعة،  .

حفاوة الاستقبال وكلمات من القلب

افتتح المؤتمر  مصطفى رجب بكلمة ترحيبية أكد فيها أهمية المؤتمر في دعم روابط الجاليات المصرية بالخارج، خاصةً الشباب، مشيرًا إلى أن "شبابنا هم قادة المستقبل وبُناة الغد".

وفي كلمته، أشاد السفير محمد نصر باهتمام وزارة الخارجية بشؤون المصريين في الخارج، مؤكدًا أن حضوره شخصيًا هو دليل على هذا الالتزام. وأعرب عن سعادته بنوعية وحجم الحضور، متمنيًا أن تثمر توصيات المؤتمر عن خطوات عملية تلبي احتياجات المصريين في أوروبا.

أما الفنان أحمد عبد العزيز، فقد عبّر عن مشاعره تجاه مصر، قائلاً إنه رغم القلق، تأتي مثل هذه اللقاءات لتعزز الاطمئنان، مشيدًا بجمال المشهد الوطني الذي جمع أبناء الوطن في الغربة.

إنجازات الاتحاد ومبادرات إنسانية

تناولت جلسات المؤتمر عرضًا مفصلًا لإنجازات اتحاد الكيانات المصرية في أوروبا، حيث استعرض البروفيسور عصام شريف أبرز الأنشطة الرياضية التي نظمها الاتحاد هذا العام، مشجعًا على المزيد من التفاعل الرياضي بين الجاليات.

كما استعرض الأستاذ أحمد عطية، رئيس الجالية المصرية في اليونان، مبادرة "انت مش لوحدك"، التي تهدف إلى دعم الأفراد الذين يعيشون بمفردهم، سواء كانوا شبابًا أو كبارًا، في حالات الأزمات أو المرض، مشيرًا إلى أن هذه المبادرة باتت عنوانًا للمؤتمر ذاته.

من جانبها، تحدثت السيدة سُنا مغازي، رئيسة جمعية اللوتس، عن المشاركة في مؤتمر القاهرة ونتائج التفاعل المثمر مع التغيرات في هيكل الوزارة. وأكدت على أهمية توقيع بروتوكول تعاون مع "روتاري مستقبل المصريين بالخارج" برئاسة الأستاذة ميرفت السنباطي، إضافة إلى رعاية الاتحاد لدار شقائق النعمان للفتيات اليتيمات بمصر.

في السياق ذاته، تحدث الدكتور وليد عطية عن مبادرة تشجيع السياحة العلاجية إلى واحة سيوة، التي باتت وجهة سنوية للمصريين في أوروبا لما تحمله من فوائد صحية.

كتيب "الرحلة الأخيرة".. مبادرة إنسانية جديدة

سلّط المؤتمر الضوء على قضية وفاة المصريين بالخارج، خاصة من يقيمون بمفردهم، حيث عرض الدكتور مصطفى رجب كتيب "الرحلة الأخيرة"، الذي أعده الاتحاد بالتعاون مع القنصليات المصرية في أوروبا، ويحتوي على إرشادات واضحة حول كيفية التعامل مع حالات الوفاة بالخارج. وقد تم طباعته في القاهرة وتوزيعه على القنصليات، إلى جانب نسخه إلكترونية متاحة للجميع.

أبرز توصيات المؤتمر

اختتم المؤتمر أعماله بعدد من التوصيات الهامة، من أبرزها:

المطالبة بإعادة النظر في أسعار المعاملات القنصلية.

استمرار مبادرة تحديد الموقف التجنيدي للشباب المصري في الخارج.

تعزيز سرعة وكفاءة وصول المستندات من القاهرة للقنصليات.

إعادة النظر في تمثيل المصريين بالخارج في مجلس النواب.

التشاور المسبق مع الجاليات قبل إصدار أي قوانين تمسهم.

تيسير آليات المشاركة في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية إلكترونيًا أو عبر البريد.

استثناء أبناء المصريين مزدوجي الجنسية من قصر مدة الزيارة على شهر.

المطالبة بعدم السماح للمصريين بالتنازل عن جنسيتهم المصرية للحصول على جنسية أخرى.

دعوة الشباب المصري في الخارج للمشاركة في تنمية الوطن من الداخل والخارج.

تأسيس منصة شبابية تمثلهم وتربطهم بالوطن من خلال مشروعات واضحة.

تعزيز المشاركة في أنشطة الاتحاد العام لشباب المصريين في الخارج، التابع لوزارة الشباب والرياضة.

صوت مصري في الخارج.. وقلب ينبض بالوطن

أكد المؤتمر في ختامه أن الجاليات المصرية في الخارج ليست أرقامًا في الإحصاءات، بل هي قلوب نابضة بمصر، تحمل الانتماء والولاء، وتسعى إلى المشاركة الفاعلة في البناء والتنمية. وكانت رسائل الشباب واضحة: "نحن مع الوطن.. أينما كنا".