جوع غزة يحصد الأرواح: أطفال ورضّع يودّعون الحياة وسط حصار خانق وتجاهل عالمي





فتحي الضبع 

بلغت المجاعة في قطاع غزة مستويات غير مسبوقة، وسط استمرار الحصار الإسرائيلي الخانق ومنع دخول المساعدات الإنسانية، ما أدى إلى تفاقم الكارثة الإنسانية وارتفاع عدد الوفيات نتيجة الجوع وسوء التغذية.

وفي مشهد مؤلم يعكس عمق المأساة، أعلنت وزارة الصحة في غزة عن وفاة 18 شخصاً خلال 24 ساعة فقط بسبب الجوع، بينهم أطفال ورضّع لم يتمكنوا من مقاومة أوجاع البطون الخاوية. وقد نفدت مخزونات الغذاء بشكل كامل لدى معظم سكان القطاع، بينما توقفت المؤسسات التي كانت تقدم المساعدات الغذائية عن العمل بسبب انعدام الموارد.

من بين الضحايا، برز اسم الطفلة رزان أبو زاهر، البالغة من العمر أربع سنوات، والتي استشهدت في قسم الأطفال بمستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، نتيجة مضاعفات سوء التغذية الحاد. كما ودّعت غزة الرضيع يحيى النجار، البالغ من العمر أربعة أشهر، والذي توفي جوعاً في مدينة خان يونس جنوبي القطاع، بعد أن حُرمت عائلته من المساعدات الضرورية.

وتزداد أعداد الوفيات في القطاع يوماً بعد يوم، حيث تتكرر مشاهد الوداع المؤلم لضحايا الجوع مع كل ساعة تمر. وتتحول القصص الفردية إلى رواية يومية عن معاناة مجتمع بأكمله يُحاصر بالموت البطيء.

في هذا السياق، وثقت شبكة مراسلي الجزيرة حجم المأساة على الأرض، ونقلوا مشاهد مفجعة من واقع الجوع القاتل الذي يجتاح غزة. وفي إحدى المداخلات المباشرة، رصد مراسل الجزيرة أنس الشريف سقوط سيدة فلسطينية مغشيًا عليها أمام بوابة مجمع الشفاء الطبي غرب مدينة غزة، في مشهد تختزل فيه آلام الجوع وانهيار الأجساد المنهكة.

كما التقطت الكاميرات صورة لأب جائع يحمل رضيعه الذي لم يدخل إلى جوفه شيء منذ يومين، يقف أمام طبيب منهك في مستشفى مزدحم، لا يجد ما يقدمه سوى نظرة خجل ممزوجة بالعجز، إذ هو الآخر ينهار تحت وطأة الجوع ذاته.

هذه المأساة الإنسانية تتواصل وسط صمت دولي مخزٍ، حيث يستمر الاحتلال الإسرائيلي في استخدام سياسة التجويع كسلاح ضمن حربه المستمرة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وسط مناشدات من منظمات إنسانية بضرورة التدخل الفوري لإنقاذ من تبقى على قيد الحياة.