ثورة 23 يوليو ما بين الإرث المثير للجدل والتغيير بقلم الدكتور محمد كمال علام
صوفيا
في الذكرى الثالثة والسبعين لثورة 23 يوليو 1952، يقف التاريخ شاهدًا على واحدة من أهم التحولات في التاريخ المصري والعربي الحديث. ثورة حملت آمال الملايين، وواجهت تحديات ضخمة، وخلّفت إرثًا ضخمًا من التغيير، لا يزال يُلهم ويُثير الجدل حتى اليوم
أولاً: خلفية الثورة
شهدت مصر قبل الثورة حالة من الفوضى السياسية والاجتماعية
احتلال بريطاني دام أكثر من 70 عامًا
نظام ملكي فاسد يتواطأ مع الاحتلال
فجوة طبقية عميقة بين النخبة الثرية والأغلبية الفقيرة
هزيمة 1948 في فلسطين، التي فضحت فساد السلاح والقيادة الملكية
وسط هذا المناخ، ظهر تنظيم "الضباط الأحرار"، بقيادة جمال عبد الناصر، ونجح في 23 يوليو 1952 في إجبار الملك فاروق على التنازل عن العرش، معلنًا بداية عهد جديد
ثانيًا: ما لها (إنجازات الثورة)
الاستقلال والتحرر من الاحتلال
اتفاقية الجلاء 1954 وخروج آخر جندي بريطاني عام 1956
تأميم قناة السويس، رمز السيادة الوطنية، وتصدي العدوان الثلاثي في نفس العام
إلغاء الملكية وإعلان الجمهورية
إنهاء نظام الطبقة الحاكمة وفتح المجال لبناء دولة وطنية حديثة
العدالة الاجتماعية
قانون الإصلاح الزراعي: توزيع الأراضي على الفلاحين
مجانية التعليم والصحة، وتوسيع الخدمات العامة
بناء قاعدة صناعية قوية
إنشاء مصانع الحديد والصلب والغزل والنسيج والسيارات
إنشاء السد العالي الذي غيّر وجه الزراعة والطاقة في مصر
القيادة العربية والتحرر القومي
دعم الثورات في الجزائر واليمن وفلسطين
تأسيس حركة عدم الانحياز
محاولة تحقيق الوحدة العربية (الوحدة مع سوريا 1958)
ثالثًا: ما عليها (السلبيات والإخفاقات)
غياب الديمقراطية
قمع الحياة الحزبية وحرية الصحافة
سيطرة الأمن والمخابرات على الحياة العامة
هزيمة 1967
أكبر ضربة في عهد ناصر، أدت لفقدان سيناء وهزيمة قاسية أمام إسرائيل
ضعف الاستعداد العسكري وسوء التقدير السياسي
هيمنة الدولة المركزية
ضعف القطاع الخاص
البيروقراطية والفساد داخل مؤسسات الدولة
تضخم جهاز الدولة
تدخل الدولة في كل شيء، مما أضعف الكفاءة الاقتصادية
رابعًا: ما تبقى من الثورة حتى اليوم
الجيش المصري لا يزال يُنظر إليه كقوة وطنية مدافعة عن الدولة
فكرة العدالة الاجتماعية لا تزال مطلبًا شعبيًا، رغم تراجع تطبيقها
مشروع السد العالي لا يزال أحد أعمدة البنية التحتية
الهوية القومية العربية التي أسسها ناصر ما زالت حاضرة في وعي الشعوب
لكن أيضًا، العديد من شعارات الثورة تآكلت بفعل سياسات ما بعد ناصر، وخاصة في عهد السادات ومن بعده مبارك، حيث تراجعت الاشتراكية، وصعدت الخصخصة والانفتاح
خامسًا: جمال عبد الناصر – الزعيم والثائر
نشأته وبروزه
ابن موظف بسيط، نشأ في حي شعبي، وتخرج من الكلية الحربية
آمن بدور الجيش في تحرير الأمة، فأسس تنظيم "الضباط الأحرار"
شخصيته وإنجازاته
كاريزما نادرة، وخطاب سياسي قوي يخاطب الجماهير
تبنى مشروعًا قوميًا عربيًا جذَب الملايين حوله
عرف بوقوفه ضد الاستعمار والرجعية والتبعية للغرب
وفاته
توفي في 28 سبتمبر 1970 عن عمر 52 عامًا
شيّعته الجماهير بملايينها في مشهد تاريخي، يعكس مكانته في قلوب الشعوب العربية
سادسًا: تأثير الثورة على العالم العربي والعالم
عربيًا
ألهمت الحركات التحررية في المشرق والمغرب العربي
دعمت القضية الفلسطينية سياسيًا وعسكريًا
ساهمت في إسقاط أنظمة استعمارية وشبه استعمارية
دوليًا
كانت مصر الناصرية ركيزة في حركة عدم الانحياز
تحدت الهيمنة الغربية في ذروة الحرب الباردة.
تحوّلت القاهرة إلى عاصمة التحرر في العالم الثالث
ختامًا
ثورة 23 يوليو لم تكن مجرد انقلاب عسكري، بل مشروع وطني ضخم غيّر وجه مصر والمنطقة. ما زالت آثارها حية في وجدان الشعوب، وإن تباينت الآراء حول نتائجها. ولعل دروسها – في بناء الدولة، وتحقيق العدالة، واستقلال القرار الوطني – تظل مهمة اليوم أكثر من أي وقت مضى
إذا رغبت، يمكنني تحويل هذا النص إلى سيناريو فيديو وثائقي بصوت راوي حماسي وتنسيق مشاهد بصرية
في الذكرى الثالثة والسبعين لثورة 23 يوليو 1952، يقف التاريخ شاهدًا على واحدة من أهم التحولات في التاريخ المصري والعربي الحديث. ثورة حملت آمال الملايين، وواجهت تحديات ضخمة، وخلّفت إرثًا ضخمًا من التغيير، لا يزال يُلهم ويُثير الجدل حتى اليوم
أولاً: خلفية الثورة
شهدت مصر قبل الثورة حالة من الفوضى السياسية والاجتماعية
احتلال بريطاني دام أكثر من 70 عامًا
نظام ملكي فاسد يتواطأ مع الاحتلال
فجوة طبقية عميقة بين النخبة الثرية والأغلبية الفقيرة
هزيمة 1948 في فلسطين، التي فضحت فساد السلاح والقيادة الملكية
وسط هذا المناخ، ظهر تنظيم "الضباط الأحرار"، بقيادة جمال عبد الناصر، ونجح في 23 يوليو 1952 في إجبار الملك فاروق على التنازل عن العرش، معلنًا بداية عهد جديد
ثانيًا: ما لها (إنجازات الثورة)
الاستقلال والتحرر من الاحتلال
اتفاقية الجلاء 1954 وخروج آخر جندي بريطاني عام 1956
تأميم قناة السويس، رمز السيادة الوطنية، وتصدي العدوان الثلاثي في نفس العام
إلغاء الملكية وإعلان الجمهورية
إنهاء نظام الطبقة الحاكمة وفتح المجال لبناء دولة وطنية حديثة
العدالة الاجتماعية
قانون الإصلاح الزراعي: توزيع الأراضي على الفلاحين
مجانية التعليم والصحة، وتوسيع الخدمات العامة
بناء قاعدة صناعية قوية
إنشاء مصانع الحديد والصلب والغزل والنسيج والسيارات
إنشاء السد العالي الذي غيّر وجه الزراعة والطاقة في مصر
القيادة العربية والتحرر القومي
دعم الثورات في الجزائر واليمن وفلسطين
تأسيس حركة عدم الانحياز
محاولة تحقيق الوحدة العربية (الوحدة مع سوريا 1958)
ثالثًا: ما عليها (السلبيات والإخفاقات)
غياب الديمقراطية
قمع الحياة الحزبية وحرية الصحافة
سيطرة الأمن والمخابرات على الحياة العامة
هزيمة 1967
أكبر ضربة في عهد ناصر، أدت لفقدان سيناء وهزيمة قاسية أمام إسرائيل
ضعف الاستعداد العسكري وسوء التقدير السياسي
هيمنة الدولة المركزية
ضعف القطاع الخاص
البيروقراطية والفساد داخل مؤسسات الدولة
تضخم جهاز الدولة
تدخل الدولة في كل شيء، مما أضعف الكفاءة الاقتصادية
رابعًا: ما تبقى من الثورة حتى اليوم
الجيش المصري لا يزال يُنظر إليه كقوة وطنية مدافعة عن الدولة
فكرة العدالة الاجتماعية لا تزال مطلبًا شعبيًا، رغم تراجع تطبيقها
مشروع السد العالي لا يزال أحد أعمدة البنية التحتية
الهوية القومية العربية التي أسسها ناصر ما زالت حاضرة في وعي الشعوب
لكن أيضًا، العديد من شعارات الثورة تآكلت بفعل سياسات ما بعد ناصر، وخاصة في عهد السادات ومن بعده مبارك، حيث تراجعت الاشتراكية، وصعدت الخصخصة والانفتاح
خامسًا: جمال عبد الناصر – الزعيم والثائر
نشأته وبروزه
ابن موظف بسيط، نشأ في حي شعبي، وتخرج من الكلية الحربية
آمن بدور الجيش في تحرير الأمة، فأسس تنظيم "الضباط الأحرار"
شخصيته وإنجازاته
كاريزما نادرة، وخطاب سياسي قوي يخاطب الجماهير
تبنى مشروعًا قوميًا عربيًا جذَب الملايين حوله
عرف بوقوفه ضد الاستعمار والرجعية والتبعية للغرب
وفاته
توفي في 28 سبتمبر 1970 عن عمر 52 عامًا
شيّعته الجماهير بملايينها في مشهد تاريخي، يعكس مكانته في قلوب الشعوب العربية
سادسًا: تأثير الثورة على العالم العربي والعالم
عربيًا
ألهمت الحركات التحررية في المشرق والمغرب العربي
دعمت القضية الفلسطينية سياسيًا وعسكريًا
ساهمت في إسقاط أنظمة استعمارية وشبه استعمارية
دوليًا
كانت مصر الناصرية ركيزة في حركة عدم الانحياز
تحدت الهيمنة الغربية في ذروة الحرب الباردة
تحوّلت القاهرة إلى عاصمة التحرر في العالم الثالث
ختامًا
ثورة 23 يوليو لم تكن مجرد انقلاب عسكري، بل مشروع وطني ضخم غيّر وجه مصر والمنطقة. ما زالت آثارها حية في وجدان الشعوب، وإن تباينت الآراء حول نتائجها. ولعل دروسها – في بناء الدولة، وتحقيق العدالة، واستقلال القرار الوطني – تظل مهمة اليوم أكثر من أي وقت مضى
مدير المركز العربى للدراسات والاعلام في صوفيا بلغاريا