أوروبا تختنق تحت موجة حر قاتلة؛ مئات الوفيات في إيطاليا وحدها
روما
إكرامى هاشم
164 حالة وفاة في روما بسبب الحر خلال 10 أيام فقط … والتغيير المناخي في قفص الإتهام
تشهد أوروبا هذا الصيف موجة حر شديدة وغير مسبوقة، ما أدى إلى ارتفاع مقلق في أعداد الوفيات المرتبطة بدرجات الحرارة المرتفعة، خاصة في إيطاليا. ووفقًا لدراسة بريطانية حديثة، فإن التغير المناخي الناتج عن الأنشطة البشرية ساهم بشكل كبير في مضاعفة أعداد الوفيات خلال هذه الفترة.
الدراسة التي نُشرت مؤخرًا من قبل إمبريال كوليدج لندن وكلية لندن للصحة والطب الاستوائي، حللت تأثير موجات الحر بين 23 يونيو و2 يوليو في 12 مدينة أوروبية، بينها روما وميلانو، وخلصت إلى أن 65% من الوفيات المسجّلة خلال هذه الفترة مرتبطة مباشرة بتغير المناخ.
ثلاثة أضعاف عدد الوفيات بسبب تغير المناخ
وبحسب نتائج الدراسة، فإن عدد الوفيات الزائدة المرتبطة بالحرارة تضاعف ثلاث مرات تقريبًا بسبب التغير المناخي الناتج عن الأنشطة البشرية. الفئات الأكثر تضررًا كانت من كبار السن، حيث أشار الباحثون إلى أن نحو نصف الضحايا تزيد أعمارهم عن 85 عامًا، فيما يشكل من تزيد أعمارهم عن 65 عامًا نحو 80% من إجمالي الوفيات المرتبطة بالحرارة.
الأرقام صادمة: روما وميلانو في الصدارة
من الناحية العددية، خلال فترة الأيام العشرة التي شملتها الدراسة، سُجلت 1504 حالة وفاة من أصل 2300 وفاة مرتبطة بالحر نتيجة مباشرة لتغير المناخ. في إيطاليا وحدها، كانت الأرقام لافتة، حيث سُجلت:
• 164 وفاة في روما
• 286 وفاة في ميلانو (أعلى رقم بين المدن المشمولة بالدراسة)
إلى جانب روما وميلانو، شملت الدراسة مدنًا أوروبية رئيسية أخرى مثل باريس، لندن، مدريد، أثينا، برشلونة، بودابست، زغرب، فرانكفورت، لشبونة وساساري، والتي سجلت جميعها ارتفاعًا ملحوظًا في الوفيات المرتبطة بالحرارة.
دعوة عاجلة للتحرك
أكدت الدراسة أن هذه الظواهر المناخية القاتلة ليست مجرد أحداث طبيعية، بل هي نتيجة مباشرة للنشاط البشري، خاصة الاعتماد المستمر على الوقود الأحفوري. وفي هذا السياق، قال فيديريكو سباديني، الناشط في منظمة غرينبيس إيطاليا:
“لإنهاء هذه الأزمة، يجب على الحكومات التخلي عن استخدام الوقود الأحفوري والتحول فعليًا إلى مصادر الطاقة المتجددة. كما يجب على شركات الوقود الأحفوري الكبرى أن تتحمل المسؤولية عن الأضرار التي تتسبب بها من خلال انبعاثاتها غير المنضبطة”.
أوروبا تحترق… وصحة الإنسان في خطر
تُظهر هذه الأرقام بوضوح أن أوروبا تقف على حافة أزمة صحية مناخية، ما يستدعي تحركًا عاجلًا من الحكومات والمنظمات الدولية لتفادي مزيد من الكوارث خلال السنوات المقبلة. ومع استمرار درجات الحرارة في الارتفاع صيفًا بعد صيف، يبقى التحدي الأكبر هو عكس الاتجاه الحالي لتغير المناخ، قبل أن يصبح الواقع أكثر قتامة