"وكالة الأنباء الفرنسية: مراسلونا في غزة يواجهون شبح الموت جوعًا لأول مرة منذ 80 عامًا"



باريس 

في بيان استثنائي يعكس حجم المأساة، حذّرت وكالة الأنباء الفرنسية (AFP) من أن مراسليها في قطاع غزة يواجهون خطر الموت جوعًا، في مشهد غير مسبوق بتاريخ المؤسسة الممتد منذ عام 1944.

وقالت الوكالة إن فريقها في غزة، المكوّن من محررة مستقلة وثلاثة مصورين وستة مصوري فيديو، باتوا من بين القلائل القادرين على نقل ما يحدث داخل القطاع المحاصر، في ظل استمرار منع الصحافة الدولية من الدخول منذ نحو عامين.

وأضافت الوكالة في بيانها: "نرفض أن نراهم يموتون"، مشيرة إلى أن الظروف المعيشية والصحية أصبحت كارثية، وأن الوضع تفاقم لدرجة أن بعض المراسلين لم يعودوا قادرين على العمل بسبب الجوع والإعياء الشديد.

وروت الوكالة حالة أحد مصوريها، بشار (30 عامًا)، الذي بدأ التعاون معها منذ 2010، ويعيش اليوم في أنقاض منزله وسط مدينة غزة برفقة أسرته الممتدة، في ظروف مأساوية خالية من أدنى مقومات الحياة. وكتب بشار مؤخرًا على فيسبوك: "لم أعد أملك القوة للعمل في وسائل الإعلام… جسدي نحيف ولا أستطيع الاستمرار".


وفي تطور صادم، أبلغ بشار الوكالة أن شقيقه توفي نتيجة الجوع. ورغم تلقيه وزملائه راتبًا شهريًا، فإن الأسعار المرتفعة وانهيار النظام المصرفي جعلا من تأمين الغذاء والدواء أمرًا بالغ الصعوبة.

البيان لفت أيضًا إلى معاناة الصحفية أحلام، التي تقيم في جنوب القطاع، وتخاطر بحياتها يوميًا لتوثيق ما يحدث. تقول: "في كل مرة أترك الخيمة لتغطية حدث، لا أعلم إن كنت سأعود حيّة"، مؤكدة أن نقص الغذاء والماء هو أكبر ما يهدد حياتهم اليوم.

تعتمد فرق AFP في غزة منذ أكثر من عام على التنقل سيرًا على الأقدام أو باستخدام عربات تجرها الحيوانات، وسط استحالة استخدام المركبات خشية الاستهداف الإسرائيلي.

وختم البيان بتحذير غير مسبوق: "منذ تأسيس الوكالة، لم يسبق أن خسرنا زميلًا بسبب الجوع. نخشى اليوم أن يصبح هذا واقعًا".

وطالبت الوكالة بتدخل فوري لإنقاذ مراسليها، مؤكدة أن استمرار الصمت تجاه معاناتهم "أمر لا يُحتمل".