الأجانب جزء أصيل من النسيج السويدي .... بقلم محمود الدبعى

ستوكهولم 

‎حين يطالب زعيم حزب السويد ديمقراطية  جيمي أوكيسون بأن يتخلى المواطنون من اصول اجنبية و  القادمون الجدد عن لغتهم، دينهم وثقافتهم ليُعتبروا مواطنين سويديين ، ، فإنه يتجاهل حقيقة جوهرية لا يمكن إنكارها: 

الأجانب ليسوا مجرد ضيوف أو أجانب، بل هم جزء أصيل وفعال من المجتمع السويدي. فهم بغالبيتهم مواطنين متحدرين و إن المجتمع السويدي الحديث متنوع ومتعدد الثقافات، وتاريخ البلاد يثبت أن التعدد الثقافي كان دوماً من مصادر قوته وازدهاره.

‎الحقوق الإنسانية فوق كل اعتبار سياسي

‎إن الحقوق الأساسية مثل حرية الدين، اللغة والثقافة محفوظة بالقانون السويدي وتعكس قيم الديمقراطية و المساواه و العدالة الاجتماعية . طالبًا من الناس التخلي عن هويتهم ومعتقداتهم لصالح قيم ثقافية يمارسها المواطنين الاصليين، فإن ذلك هو شكل من أشكال التمييز والاضطهاد الذي يتعارض مع القوانين الدولية والمحلية على حد سواء.

‎الاندماج لا يعني محو الهوية

‎الاندماج الحقيقي لا يتطلب أن ينسى الفرد أصله أو يتخلى عن جذوره، بل هو مشاركة في بناء المجتمع مع احترام التنوع. دراسات كثيرة بينت أن الحفاظ على اللغة الأم والهوية الثقافية يُعزز من فرص النجاح والاندماج الفعلي في المجتمع الأكبر.

‎التنوع قوة وليس ضعفًا

لن يكون السويد قويًا إلا بمواطنيه، سواء ولدوا في السويد أو  جاؤا من خارجها. التنوع يعزز الابتكار، يُثري الحياة الاجتماعية، ويدعم التقدم في جميع المجالات. طلب محو التنوع  من قبل القوميين المتشددين ، لن يؤدي إلا إلى تفكك اجتماعي وزعزعة أسس الديمقراطية و يؤدي الى انعزال شريحة كبيرة من المجتمع  ترفض الانصهار بقيم الاخر .

‎حماية الحريات أساس الديمقراطية الحقيقية

‎الديمقراطية ليست فقط حكم الأكثرية، بل هي حماية حقوق الأقليات وأفرادها. عندما يُطلب من الأقليات التخلي عن هوياتها لتلائم الأغلبية، تُضعف أركان الديمقراطية وتُهدد الحريات المدنية التي قامت عليها السويد.

‎إن رسالة المجتمع السويدي الحقيقي هي رسالة قبول، احترام، وتمكين لجميع أفراده. 

الأجانب ليسوا غزاة و لا محتلين و لا يشكلوا خطر على الامن المجتمعي ، بل شركاء في بناء وطنٍ متسامح، نابض بالحياة، ومتقدم. على الجميع التمسك بهذه القيم  الانسانية المبنية على التعددية لبناء مستقبل مشترك قوي ومستدام.

محمود الدبعي 

المنظمة الدولية للسلام والديمقراطية والمواطنة