الاخوان المسلمين تاريخ كله خيانة ...بقلم الدكتور محمد كمال علام

 


صوفيا 

جماعة الإخوان المسلمين، التي تأسست في مصر عام 1928 على يد حسن البنا، بدأت كحركة 

دعوية ذات طابع إصلاحي، لكنها سرعان ما تحولت إلى تنظيم سياسي وسري يسعى إلى الوصول للسلطة بأي وسيلة، بما في ذلك العنف والتحالفات المشبوهة. في هذا السياق، يمكن تتبع تاريخ تعاون الإخوان مع أطراف متعددة، من بينها إسرائيل بشكل غير مباشر أو عبر مواقف تفضح تناقضاتهم

فيما يلي عرض مفصل لتاريخ عمليات ومواقف الإخوان من البداية حتى ما بعد ثورات الربيع العربي، مع تسليط الضوء على العلاقات المريبة التي تتضح من خلالها نواياهم الحقيقية

المرحلة الأولى: النشأة والتأسيس (1928–1948)

أسس حسن البنا الجماعة بهدف "إعادة الخلافة الإسلامية"، لكنها سرعان ما بدأت تكوّن جهازًا سريًا مسلحًا

شاركت الجماعة في القتال في فلسطين عام 1948، وهو ما أعطاها شعبية، لكنها استخدمت هذا الزخم لإخفاء نشاطها السياسي السري داخل مصر

أُتّهم الجهاز الخاص بالإخوان بعدة اغتيالات سياسية، منها اغتيال رئيس الوزراء محمود فهمي النقراشي

المرحلة الثانية: الصراع مع الدولة ومحاولة الانقلاب (1952–1965)

دعمت الجماعة "ظاهريًا" ثورة يوليو 1952، لكنها انقلبت على الضباط الأحرار عندما تم استبعادهم من السلطة

حاولت اغتيال جمال عبد الناصر في حادثة المنشية 1954

كشف عبد الناصر عن وثائق وأدلة تُظهر تواصل الإخوان مع جهات أجنبية، بما في ذلك المخابرات البريطانية والأمريكية

في فترة الستينيات، بدأ تنظيم سيد قطب التنظير للتكفير والعنف، وهو ما شكل الأساس للفكر الجهادي لاحقًا

المرحلة الثالثة: الانبعاث في عهد السادات وتحالف المصالح (1970–1981)

أطلق أنور السادات سراح الإخوان في محاولة لمواجهة اليساريين والناصريين

قدم لهم مساحة دعوية في الجامعات والنقابات

بالمقابل، لم يعارضوا اتفاق كامب ديفيد مع إسرائيل علنًا كما فعلت باقي القوى، واكتفوا بخطاب داخلي دون فعل

ظلوا في الظل حتى اغتيال السادات عام 1981، واتُهمت فصائل خرجت من رحم الإخوان، مثل "الجماعة الإسلامية"، بتنفيذ العملية

المرحلة الرابعة: التمدد والسيطرة الناعمة (1981–2010)

في عهد مبارك، سمح للإخوان بالمشاركة الشكلية في الانتخابات من خلال "التحالفات"، فسيطروا على نقابات عدة

زاد ثراؤهم المالي عبر دعم خارجي من دول مثل قطر وتركيا، وتغلغلوا في جمعيات خيرية ومدارس

استخدموا هذه الواجهة لتجنيد الشباب واستقطاب الطبقات المهمشة

الربيع العربي والصعود إلى الحكم (2011–2013)

بعد ثورة 25 يناير، قفز الإخوان على المشهد السياسي بحزب "الحرية والعدالة"

في 2012، فاز محمد مرسي بالرئاسة، وكان أول ما فعله هو التواصل مع حماس وفتح قنوات خفية للتفاهمات مع إسرائيل برعاية أمريكية

استمر تصدير الغاز المصري لإسرائيل في عهده، بل طلب وساطة تل أبيب في بعض الملفات الإقليمية

لم يُبدِ النظام الإخواني أي اعتراض على وجود السفارة الإسرائيلية في القاهرة، بل حمى مبناها رغم الغضب الشعبي

تظاهرات الإخوان أمام السفارة المصرية في تل أبيب (بعد 2013)

بعد عزل مرسي في 2013 إثر ثورة 30 يونيو، سعت الجماعة إلى استدرار التعاطف الدولي

تظاهر عناصر من الإخوان أمام السفارة المصرية في تل أبيب، ورفعوا شعارات ضد الجيش المصري، وليس ضد إسرائيل، في موقف فاضح

هذا الحدث أثبت ما كان يُقال سابقًا عن التنسيق غير المعلن بينهم وبين أجهزة استخباراتية إقليمية ودولية

كثير من المراقبين رأوا في هذه التظاهرات سقوطًا أخلاقيًا واستراتيجيًا للجماعة

المرحلة الأخيرة: التنظيم الدولي وتفكيك الشبكات (2013 – الآن)

عقب سقوطهم في مصر، انتقل مركز الثقل إلى تركيا ولندن والدوحة

كشفت تسريبات عن تواصلهم مع مسؤولين إسرائيليين عبر وسطاء في أوروبا

عملوا على تشويه صورة الدولة المصرية في الخارج، حتى لو بالتحالف مع من كانوا يصفونهم سابقًا بـ"العدو الصهيوني"

جماعة الإخوان ليست حركة دعوية بل تنظيم سياسي سري يستخدم الدين كأداة للوصول إلى الحكم

تحالفت مع أطراف كانت تصفها بالعدو – إسرائيل نموذجًا – من أجل البقاء

تظاهراتهم أمام السفارة المصرية في تل أبيب لم تكن حادثًا عابرًا، بل انعكاسًا لنوايا خفية ظهرت للعلن

في كل مرحلة تاريخية، كانت مصالح التنظيم مقدّمة على مصلحة الأمة أو المبادئ

ظهور الوجه الحقيقي لجماعة **الإخوان المسلمين** في مظاهرتهم ضد مصر أمام السفارة المصرية في **تل أبيب** ليس مجرد حادثة معزولة، بل هو **كاشف صادم لحقيقة التحالفات والمواقف السياسية للجماعة**، ويؤكد أن **الوصول إلى السلطة عندهم يبرر أي وسيلة، حتى لو كانت بالتحالف مع العدو التاريخي

 أولًا: ما الذي حدث؟

خرجت عناصر محسوبة على جماعة الإخوان المسلمين في **مظاهرة أمام السفارة المصرية في تل أبيب**، ورفعوا شعارات ضد الدولة المصرية، بل وتم تداول صور لبعضهم وهم يحملون **علم إسرائيل** أو يتحدثون عبر وسائل إعلام عبرية، في مشهد غريب يتنافى مع الخطاب الذي طالما ادّعوه حول المقاومة والعداء لإسرائيل

🟨 ثانيًا: ما الدلالة السياسية لهذا التصرف؟

سقوط القناع

 هذه المظاهرة أظهرت أن شعارات المقاومة والممانعة التي لطالما تغنّت بها الجماعة ليست إلا أدوات للاستهلاك الشعبي

 حينما تعارضت مصالحهم مع الدولة المصرية، اصطفوا مع من يفترض أنه العدو

استخدام إسرائيل كورقة ضغط

الجماعة تتعامل مع إسرائيل كأداة ضغط على الدولة المصرية، وليس كخصم عقائدي أو سياسي

 هذا يكشف عن  انعدام المبادئ ، وأن العدو بالنسبة لهم هو من يعرقل طريقهم إلى السلطة، حتى لو كان مصريًا

 رسالة للخارج: نحن "بديل مقبول

 الرسالة التي حاولوا إيصالها عبر هذه المظاهرة أن الجماعة **يمكن أن تكون حليفًا "مرنًا" لإسرائيل أو الغرب إذا تم تمكينها في مصر

 وهذا يتسق مع محاولاتهم السابقة لكسب الرضا الأمريكي والإسرائيلي خلال فترة حكمهم القصيرة (2012–2013)

🟩 ثالثًا: ردود الفعل المصرية والعربية

غضب شعبي واسع: المواطن المصري والعربي رأى في هذه التصرفات خيانة وطنية بكل المقاييس

تجاهل رسمي ذكي الدولة المصرية لم تمنحهم ضوءًا إعلاميًا واسعًا، بل فضّلت تركهم ينكشفون أمام الرأي العام

انكشاف في الإعلام العربي : حتى القنوات التي كانت تدافع عن الجماعة (مثل الجزيرة) لم تجرؤ على تبني الحدث بشكل مباشر

🟦 رابعًا:خلاصة ووجه الحقيقة

 الإخوان اليوم ليسوا فصيلاً إسلاميًا مقاومًا كما يزعمون ، بل مشروع سياسي براغماتي يبيع كل القيم من أجل "كرسي الحكم

من يظاهر العدو من أرض العدو ضد وطنه، لا يمكن أن يكون وطنيًا أو مؤمنًا بعدالة قضيته

وظهورهم في تل أبيب ليس مجرد خطأ، بل تعبير نقي عن جوهر الجماعة بعد سقوط أقنعتها


د\محمد كمال علام

مدير المركز العربى للدراسات والاعلام في صوفيا بلغاريا