غزة على خط النار: هجمات بطائرات مسيّرة على الأسطول الإنساني ومعارضة إيطالية تشعل البرلمان



روما

 إكرامى هاشم 

تصاعدت حدة التوترات السياسية والدبلوماسية في إيطاليا وأوروبا عقب تعرض “أسطول الصمود العالمي” – وهو مبادرة إنسانية تضم أكثر من خمسين سفينة متجهة إلى غزة – لسلسلة هجمات في المياه الدولية جنوب جزيرة كريت. الهجمات التي شملت طائرات مسيرة، قنابل صوتية، وغاز الفلفل لم تسفر عن إصابات، لكنها ألحقت أضرارًا بعدة سفن وأثارت موجة غضب في البرلمان الإيطالي ودعوات لإضرابات عامة.

تفاصيل الحادث

وفقًا لمنظمي القافلة، وقعت الهجمات فجر 24 سبتمبر/، حيث حلقت طائرات مسيرة فوق منطقة الملاحة وألقت عبوات ناسفة تسببت في انفجارات وأضرار هيكلية.

السفن الأكثر تضررًا كانت:

زيفيرو: تعرضت مقدمتها لانفجار أدى إلى تدمير أحد الدعامات.

•مورغانا: أصيب شراعها الرئيسي، وكانت تقل المتحدثة الإيطالية ماريا إيلينا ديليا.

•تايغيتي: تعرضت لاقتراب طائرة مسيرة لكن دون أضرار كبيرة.

أفراد الطاقم تحدثوا عن انقطاع مؤقت للاتصالات اللاسلكية وسماع أصوات معدنية مشبوهة على متن بعض السفن.

ردود الفعل الإيطالية

أعلن وزير الدفاع الإيطالي غيدو كروسيتو أن فرقاطة “فاسان” التابعة للبحرية الإيطالية غادرت موقعها شمال كريت وتوجهت نحو المنطقة لتأمين المواطنين الإيطاليين على متن الأسطول وإجراء عمليات إنقاذ محتملة.

أما وزير الخارجية أنطونيو تاجاني، فقد كلف السفارة الإيطالية في تل أبيب بجمع معلومات مفصلة وطالب الحكومة الإسرائيلية بضمان سلامة المواطنين الإيطاليين واحترام القانون الدولي.

أزمة سياسية في روما

في البرلمان الإيطالي، انفجرت أزمة سياسية حادة:

•الحزب الديمقراطي، حركة النجوم الخمس، وتحالف الخضر واليسار احتلوا مقاعد البرلمان ومقاعد الحكومة.

•طالبت المعارضة بعقد مؤتمر عاجل لقادة المجموعات لمناقشة الحادث، مهددة بتعطيل العمل البرلماني ما لم تقدم الحكومة تقريرًا رسميًا.

السكرتيرة إيلي شلاين وصفت ما حدث بأنه “هجوم متعمد على إيطاليا” وانتقدت بشدة أداء رئيسة الحكومة جورجيا ميلوني.

موقف النقابات والاتحادات العمالية

أعلن الاتحاد العام الإيطالي للعمل (CGIL) استعداده لإطلاق إضراب عام إذا تكررت الهجمات، فيما هدد اتحاد القاعدة (USB) باحتجاجات دائمة في أكثر من 100 ساحة في أنحاء البلاد.

الموقف الدولي

نددت المفوضية الأوروبية بالهجمات وأكدت وجوب احترام حرية الملاحة. كما شددت على أن استخدام الطائرات المسيرة في المياه الدولية أمر غير مقبول ودعت إلى حماية الجهود الإنسانية المتجهة إلى غزة.

أصوات من الأسطول

على متن السفن، نشرت الناشطة غريتا ثونبرغ مقطعًا على إنستغرام أكدت فيه أن القافلة “لن تتوقف” رغم الهجمات، ووصفت ما جرى بأنه “حرب نفسية”.

المتحدثة ماريا إيلينا ديليا اعتبرت ما حدث “انتهاكًا خطيرًا للقانون البحري الدولي” ودعت إلى تدخل السلطات الإيطالية والدولية فورًا.

توترات داخلية في القافلة

شهدت الحملة خلافات داخلية متزايدة في الأيام الأخيرة، دفعت الصحفي يوسف عمر إلى الانسحاب احتجاجًا على “إدارة غير فعالة للاتصالات”، وأعقب ذلك استقالة غريتا ثونبرغ من مجلس إدارة الحملة، مع استمرارها كناشطة على متن إحدى السفن.

الهجوم على أسطول الصمود العالمي يهدد بتحويل مهمة إنسانية إلى أزمة دبلوماسية كبرى، مع تصاعد الغضب الشعبي والسياسي في إيطاليا وأوروبا، واحتمال انتقال الأزمة إلى الشارع عبر الإضرابات والاحتجاجات. ومع اقتراب الأسطول من غزة، تبقى الأنظار موجهة إلى كيفية تفاعل الحكومة الإيطالية والاتحاد الأوروبي مع هذه التطورات المتسارعة