أقدام على الثلج... ثم صمت الدماء: لغز مزرعة هينتركايفيك الذي حيّر ألمانيا"



في إحدى ليالي مارس الباردة عام 1922، غطّى الثلج الريف البافاري في جنوب ألمانيا. بدا كل شيء هادئًا، لولا تلك الآثار الغامضة لأقدام غريبة على الثلج. كانت الأقدام تتجه نحو مزرعة عائلة غروبر… لكنها لم تعد.

بعد أيام قليلة فقط، انكشفت واحدة من أبشع الجرائم التي هزت ألمانيا: ستة أفراد من العائلة – الجد أندرياس، زوجته، ابنتهما، أحفادهم الصغار، وحتى الخادمة الجديدة – وُجدوا قتلى بطريقة وحشية. كل ضحية تلقت ضربات قاتلة بأداة زراعية حادة، وفي أماكن متفرقة من المزرعة، وكأن القاتل أراد رسم مشهد رعب متعمد.


لكن ما جعل القضية أكثر رعبًا، أن التحقيقات أظهرت أن الجاني لم يكتفِ بالقتل. لقد عاش في المزرعة لثلاثة أيام بين الجثث، كان يأكل من طعام الأسرة، يطعم الماشية والدواجن، ويشعل النار في الموقد وكأنه صاحب البيت.

الأهالي كانوا يتحدثون عن علامات غريبة سبقت المذبحة: أصوات غير مفهومة في السقف، مفاتيح اختفت فجأة، جريدة غريبة وُجدت في المنزل. ثم جاءت الخطوات التي لم ترجع… لتكون أشبه بإنذار لم يصدقه أحد.

الشرطة قلبت القرية رأسًا على عقب بحثًا عن القاتل، لكن دون جدوى. كل المشتبه بهم كان لديهم دليل براءة، أو ماتوا قبل التحقيق معهم. ومع مرور السنوات، تحولت القضية إلى واحد من أعقد الألغاز الإجرامية التي لم تُحل حتى اليوم.

القرية ما زالت تذكر الاسم برهبة: هينتركايفيك… الجريمة التي تركت خلفها صمتًا ثقيلاً، وخوفًا لم يزُل منذ أكثر من قرن.