باتا سيكا.. العبد الذي أنجب 249 طفلاً وأصبح جدّاً لثلث سكان مدينة برازيلية

 



سان باولو 

في واحدة من أكثر القصص غرابة في تاريخ البرازيل، ارتبط اسم رجل يُدعى باتا سيكا بظاهرة غير مألوفة جعلت نسله يمتد لآلاف الأشخاص حتى صاروا يشكلون نحو 30% من سكان مدينة كاملة.

وُلد باتا سيكا عام 1828 في مقاطعة ساو باولو خلال الحقبة التي ازدهرت فيها زراعة القطن وقصب السكر، واعتمد خلالها ملاك الأراضي على استقدام العبيد الأفارقة للعمل في المزارع. وبفضل بنيته الجسدية القوية وطوله الذي تجاوز المترين، قرر مالكه أن يستغله في مهمة وحيدة: إنجاب الأطفال.

أُجبر باتا سيكا على معاشرة العديد من النساء لإنجاب أكبر عدد ممكن من الأبناء الذين كان يتم بيعهم أو تشغيلهم في المزارع، حتى وصل عدد أطفاله إلى نحو 249 طفلاً. وبخلاف باقي العبيد، لم يكن يُجبر على العمل في الأرض، بل كان يُعامل معاملة خاصة، يحصل على طعام وفير وراحة جسدية لضمان استمرار “مهمته”.

وبعد إلغاء العبودية في البرازيل عام 1888، منحه مالكه السابق قطعة أرض ليبدأ حياة جديدة. هناك تزوج من سيدة تُدعى بالميرا، وأنجب منها تسعة أبناء، وحرص هذه المرة على تربيتهم وتعليمهم.

عاش باتا سيكا حياة طويلة امتدت حتى عام 1958، حيث توفي عن عمر ناهز 130 عاماً. وقد شيّع جنازته آلاف الأشخاص، وأقيم له نصب تذكاري تخليداً لقصته التي تجمع بين المأساة والدهشة، بينما لا يزال اسمه حاضراً في شوارع ومدارس مدينة سانتا يودوكيسيا التي تضم اليوم أحفاده المنتشرين بين سكانها.