منزل وسط الغابة… من بقايا "بوينغ 727" إلى تجربة سكن فريدة



أوريغون

في أعماق غابة هادئة بولاية أوريغون الأمريكية، يقف مشهد يثير الدهشة: طائرة بوينغ 727 ضخمة، ليست في مطار ولا على مدرج، بل وسط الأشجار وكأنها هبطت هبوطًا اضطراريًا. لكن الحقيقة أن هذه الطائرة لم تعد وسيلة سفر، بل تحوّلت إلى منزل غير مألوف.

صاحبها هو بروس كامبل، مهندس كهرباء خمسيني، قرر أن يعيش حلمًا لم يجرؤ عليه كثيرون: السكن داخل طائرة متقاعدة.

فكرة غريبة تتحول إلى مشروع حياة

بدأت القصة في تسعينيات القرن الماضي، حين شاهد بروس صورة لسيدة أمريكية حوّلت طائرة قديمة إلى مطعم. عندها تساءل: "لماذا لا أعيش داخل طائرة؟"

لم يكن السؤال مجرد نزوة. فبعد سنوات من التفكير، اشترى هيكل طائرة "بوينغ 727" متقاعدة بنحو 100 ألف دولار، وخاض مغامرة شبه مستحيلة لنقلها عبر طرق ريفية ضيقة حتى وصلت إلى أرضه الخاصة في الغابة.

من هيكل مهجور إلى بيت نابض بالحياة

حين استقرت الطائرة وسط الطبيعة، كانت مجرد كتلة معدنية باردة مليئة بالمقاعد التالفة والأسلاك المتشابكة. لكن بروس، بخبرته كمهندس كهرباء، بدأ رحلة طويلة لإحيائها:

أزال المقاعد الداخلية.

جهّز مطبخًا عمليًا.

صنع حمّامين مجهزين.

أعد غرفة معيشة مريحة.

وأبقى على أجهزة التحكم في قمرة القيادة كشاهد على تاريخها.

اليوم، يصف زوار الطائرة تجربتهم بأنها مزيج بين عالمين: منزل عصري من الداخل، ومتحف جوي يحافظ على روح الطائرة.

رسالة أبعد من مجرد سكن

بالنسبة إلى بروس، هذه التجربة ليست مجرد نزوة غريبة. فهو يرى أن هياكل الطائرات مصممة لتحمل قسوة الزمن والطقس لعقود طويلة، على عكس المنازل التقليدية. ويعتبر مشروعه رسالة بيئية وفلسفة في إعادة تدوير "الخردة" وتحويلها إلى حياة جديدة.

يقول دائمًا:

"الأشياء التي نراها بلا قيمة قد تكون كنوزًا إذا نظرنا إليها بعين مختلفة."

حلم يفتح أفقًا جديدًا

قصة بروس كامبل ليست مجرد حكاية رجل يعيش في طائرة، بل درس عن الإصرار والإبداع، ورسالة تلهم الآخرين لإعادة النظر في أفكارهم المألوفة… وحتى في نفاياتهم.