الاتحاد الأوروبي يطلق "ميثاق البحر المتوسط": تعاون جديد من أجل مستقبل مشترك وآمن ومزدهر



القاهرة 
 فتحي الضبع 

أعلنت المفوضية الأوروبية والممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية عن إطلاق "ميثاق البحر المتوسط – بحر واحد، ميثاق واحد، مستقبل واحد"، وهو استراتيجية جديدة وطموحة تهدف إلى تعزيز الشراكة بين الاتحاد الأوروبي ودول جنوب المتوسط.

ويرتكز الميثاق على مبادئ الملكية المشتركة والتعاون المتبادل والمسؤولية الجماعية، ويهدف إلى بناء فضاء متوسطي مشترك أكثر ترابطاً وازدهاراً واستقراراً وأمناً، من خلال مشروعات عملية تخلق فرصاً حقيقية للناس والاقتصادات على ضفتي المتوسط، مع تركيز خاص على الشباب والمرأة والمشروعات الصغيرة.

يتضمن الميثاق ثلاثة محاور رئيسية:

1. الناس كمحرك للتغيير والابتكار: من خلال دعم التعليم العالي والتدريب المهني وتمكين الشباب والمجتمع المدني، إلى جانب تعزيز الثقافة والسياحة المستدامة. ومن أبرز المبادرات في هذا الإطار إنشاء جامعة المتوسط لربط الطلبة من مختلف الدول الساحلية.

2. اقتصادات أقوى وأكثر استدامة وتكاملاً: عبر تحديث العلاقات التجارية والاستثمارية، وتشجيع الطاقة النظيفة والابتكار التكنولوجي والزراعة المستدامة والاقتصاد الأزرق. ومن أبرز المشاريع مبادرة الطاقة المتجددة والتكنولوجيا النظيفة عبر المتوسط (T-MED) ومشروع StartUp4Med لدعم ريادة الأعمال.

3. الأمن والاستعداد وإدارة الهجرة: من خلال تعزيز التعاون في مواجهة التحديات الأمنية والكوارث الطبيعية وتبني نهج شامل لإدارة الهجرة، إضافة إلى إنشاء منتدى إقليمي للسلام والأمن في المتوسط.

كما يفتح الميثاق الباب أمام التعاون مع شركاء من الخليج وإفريقيا جنوب الصحراء والبلقان وتركيا، تأكيداً على دور البحر المتوسط كجسر للتواصل بين القارات.

ومن المقرر أن يُعرض الميثاق لاعتماده السياسي في نوفمبر 2025، تزامناً مع الذكرى الثلاثين لإطلاق عملية برشلونة، على أن يصدر خطة عمل تنفيذية في الربع الأول من عام 2026 لتحديد الدول والجهات المشاركة في كل مبادرة.

وقالت كاجا كالاس، الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية، إن "الأهمية الجيوسياسية للمتوسط لا يمكن المبالغة فيها، فهو يربط ثلاث قارات ويمثل جسراً للتبادل بين الشعوب والاقتصادات".

أما دوبرافكا شوشيتسا، مفوضة الاتحاد الأوروبي لشؤون المتوسط، فأكدت أن الميثاق "يضع الإنسان في قلب التعاون الإقليمي، ويركز على تمكين الشباب وخلق فرص عمل واستثمارات جديدة، وبناء شراكة قائمة على التشارك والمسؤولية".