قصر ثقافة الأنفوشي.. منارة الإبداع وقوة مصر الناعمة في قلب الإسكندرية



 بقلم الإعلامى احمد محارم 

في عام 1963، لم يكن افتتاح قصر ثقافة الأنفوشي مجرد حدث عابر في تاريخ الإسكندرية الثقافي، بل كان انطلاقة حقيقية لأحد أهم صروح الثقافة الجماهيرية في مصر. فمنذ تأسيسه، جسّد القصر مفهوم القوة الناعمة المصرية التي تسهم في تشكيل الوعي وتغذية الإبداع وتعزيز الانتماء الوطني.

اليوم، وبعد مرور أكثر من ستة عقود، ما زال القصر يحافظ على مكانته المرموقة، حيث كرّمته وزارة الثقافة باعتباره الأول على مستوى الجمهورية في التميز والأداء. وقد استطاع أن يثبت أن الثقافة ليست ترفاً، بل ضرورة لبناء الإنسان المصري الواعي والمبدع.

في زيارة ميدانية إلى القصر، أوضحت الأستاذة أماني عوض، مديرة القصر، أن المكان يشهد حركة ثقافية وفنية نشطة على مدار العام، تتنوع بين العروض المسرحية والسينمائية، ومعارض الكتب والفنون التشكيلية، والحفلات الموسيقية، والندوات الفكرية، وورش العمل التي تستقطب مختلف فئات المجتمع السكندري.

كما أشارت إلى أن القصر يتيح قاعاته ومسارحه – الكبير والصغير – للجمهور والمؤسسات بأسعار رمزية، ما يساهم في تعزيز المشاركة المجتمعية وتوفير موارد ذاتية لدعم الفعاليات.

ولعل ما يميّز تجربة قصر ثقافة الأنفوشي أنه يجسد نموذجاً حقيقياً للتكامل بين الدولة والمجتمع المدني في خدمة الثقافة والفنون، بما يعزز من حضور مصر الثقافي محلياً ودولياً.

تحية تقدير واعتزاز لكل القائمين على إدارة هذا الصرح الذي يضيء سماء الإسكندرية بالإبداع ويؤكد أن الثقافة هي خط الدفاع الأول عن هوية مصر وقوتها الناعمة.