مصر والأمم المتحدة تؤكدان الشراكة لتعزيز الخدمات الشاملة للمهاجرين واللاجئين والمجتمعات المضيفة
القاهرة
فتحي الضبع
أكدت الحكومة المصرية ومنظومة الأمم المتحدة في مصر، بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي، التزامهم المشترك بتعزيز الخدمات الأساسية وضمان الشمول الاجتماعي للمهاجرين واللاجئين والمجتمعات المضيفة، وذلك خلال فعالية رفيعة المستوى عُقدت على هامش منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة.
الفعالية، التي نُظمت تحت مظلة المنصة المشتركة للمهاجرين واللاجئين، جاءت لتُبرز التقدم المحرز في الجهود الوطنية والدولية لتحسين الوصول إلى الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية، وتعزيز التماسك المجتمعي في مختلف محافظات مصر.
شارك في الفعالية السفير عمرو الشربيني، مساعد وزير الخارجية للشؤون متعددة الأطراف والأمن الدولي، والسيد محمد عبدكير، كبير موظفي المنظمة الدولية للهجرة (IOM)، والسيدة إلينا بانوفا، المُنسقة المقيمة للأمم المتحدة في مصر، والسفيرة أنجلينا آيخهورست، رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي لدى مصر، إلى جانب مسؤولين من وزارتي الصحة والرعاية الصحية وعدد من ممثلي وكالات الأمم المتحدة والسفراء الأوروبيين.
تأكيد على التضامن الدولي وتقاسم المسؤوليات
في كلمته الافتتاحية، شدد السفير عمرو الشربيني على أهمية تقاسم الأعباء والمسؤوليات كما نص عليه الميثاق العالمي بشأن اللاجئين، داعيًا المجتمع الدولي إلى مواصلة دعم الدول المضيفة وتوفير التمويل لضمان استدامة الخدمات المقدمة للاجئين والمجتمعات المضيفة.
من جانبه، أكد السيد محمد عبدكير أن ما تحقق من إنجازات يُجسد نموذجًا للتعاون الفعّال بين الحكومة المصرية ووكالات الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، مضيفًا:
إن العمل المشترك يبرهن على التزامنا بصون كرامة الإنسان وضمان وصول الجميع إلى الخدمات الأساسية دون تمييز."
برامج ملموسة لدعم الخدمات الصحية
وتنفيذاً للبرنامج المشترك للأمم المتحدة الممول من الاتحاد الأوروبي، تنفذ منظمة الصحة العالمية (WHO) برنامج HECP لتغطية تكاليف الرعاية الصحية للمرضى السودانيين في مستشفيات الهيئة العامة للرعاية الصحية. كما قدمت المنظمة الدولية للهجرة قوافل دعم طبي شملت عشرة مرافق صحية في محافظة أسوان لتأمين الأدوية والمستلزمات وضمان استمرارية الخدمات للفئات الضعيفة.
وأكدت السفيرة أنجلينا آيخهورست دعم الاتحاد الأوروبي المتواصل لجهود مصر في تعزيز مرونة المجتمعات المضيفة وتحسين الخدمات المقدمة للاجئين والمهاجرين، مشيرة إلى أن هذا التعاون يعكس التزام الاتحاد بشراكة استراتيجية طويلة الأمد مع مصر.
دعوة لتعزيز الشراكات وتوسيع نطاق الدعم
وأوضحت السيدة إلينا بانوفا أن ما تم تحقيقه يمثل "نموذجًا ناجحًا للتنسيق بين الحكومة والأمم المتحدة"، مؤكدة أهمية توسيع قاعدة الشركاء للحفاظ على أثر هذه الجهود. وأضافت:
لدور الإنساني الذي تقوم به مصر في استضافة ودعم النازحين يجب أن يقابله التزام أوسع من المجتمع الدولي لتقاسم المسؤولية وضمان الاستدامة."
بدورها، أكدت الدكتورة حنان حمدان، ممثلة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لدى مصر وجامعة الدول العربية، أن المنصة المشتركة تجسد نموذجًا رائدًا لتكامل الجهود الوطنية والدولية، قائلة:
"في ظل التحديات العالمية المتزايدة، تمثل هذه المنصة أداة فاعلة لمعالجة احتياجات اللاجئين والمهاجرين والمجتمعات المضيفة بصورة شاملة ومُنظمة."
شراكة تُحوِّل التحديات إلى فرص
وتعمل وكالات الأمم المتحدة، بما فيها المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، ويونيسف، والمنظمة الدولية للهجرة، ومنظمة الصحة العالمية، على توسيع نطاق برامج الرعاية الصحية الأولية والتعليم والحماية المجتمعية وسبل العيش، لتعزيز قدرة الأسر على بناء مستقبل أكثر استقرارًا وكرامة، وتقوية الأنظمة الوطنية لتكون أكثر استجابة وشمولًا.
ختام الفعالية، جددت الحكومة المصرية ومنظومة الأمم المتحدة التزامهما بتحقيق حلول شاملة ومستدامة لقضايا المهاجرين واللاجئين والمجتمعات المضيفة، مؤكدتين أن التقدم المحرز حتى الآن يمثل دليلاً على القوة التحويلية للتعاون والتضامن، وترسيخ مكانة مصر كنموذج إقليمي في الريادة الإنسانية والشمول الاجتماعي.

