“الناجية بعد 83 ساعة من الدفن… القصة التي صدمت أمريكا!”
جورجيا
في ديسمبر عام 1968، تحوّلت عطلة هادئة إلى كابوس مرعب في ولاية جورجيا الأمريكية.
كانت باربرا جين ماكل، طالبة في جامعة “إيموري” تبلغ من العمر 20 عامًا، تعاني من الحمى والإنفلونزا، فقررت والدتها أن ترافقها إلى فندق صغير بمدينة ديكاتور لتعتني بها بعيدًا عن صخب الجامعة.
لكن ما لم تتخيله الأم أو الابنة أن تلك الليلة ستغيّر حياتهما إلى الأبد.
مع اقتراب منتصف الليل، طرق باب الغرفة رجلان ادّعيا أنهما من رجال الشرطة. فتحت الأم الباب لتجد نفسها في مواجهة خاطفيها الحقيقيين: غاري ستيفن كريست ورفيقته روث إيزيمان-شايِر.
في لحظات معدودة، شُلّت المقاومة — خُدّرت الأم بالكلوروفورم، وخُطفت باربرا المريضة والمرتعشة بالقوة خارج الفندق.
قادها الخاطفان في سيارة عبر طرق ريفية مظلمة حتى وصلا إلى منطقة نائية، وهناك كان ينتظرها "القبر المعد مسبقًا": صندوق من الألياف الزجاجية مجهّز بأنابيب هواء، وزجاجات ماء، وطعام معلب، ومصباح صغير. بدا وكأنه محاولة “منظمة” لدفن إنسان حي.
وُضعت باربرا داخل الصندوق وأُغلق الغطاء بإحكام، ثم بدأت تسمع أصوات التراب تُسكب فوقها. في تلك اللحظة أدركت أن حياتها تُدفن معها ببطء.
طلب الخاطفان فدية ضخمة بلغت 500 ألف دولار — أحد أكبر المبالغ في تاريخ الجريمة الأمريكية حينها.
أطلق مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) حملة مطاردة واسعة، بينما عاش والدها الثري “روبرت ماكل” ساعات من الرعب والرجاء.
تم دفع الفدية، لكن مكان باربرا ظل لغزًا. كانت تحت الأرض، 83 ساعة كاملة من الجوع والخوف والظلام، تتشبث بالحياة بين أنفاس متقطعة عبر أنبوب هواء.
وفي اللحظة التي كاد فيها الأمل أن يتلاشى، وصل الخلاص. بعد أدلة تركها كريست أثناء فراره، تمكن عملاء الـFBI من تحديد موقع الصندوق. بدأوا الحفر بجنون، حتى سمعوا طرقات خافتة من الأعماق.
بعد ساعات من العمل، فتحوا الصندوق ليجدوا باربرا حيّة — شاحبة، منهكة، لكنها نجت من الموت المحقق.
حُكم على غاري كريست بالسجن المؤبد قبل أن يُفرج عنه بعد عشر سنوات فقط، بينما اعتُقلت شريكته بعد أشهر وحُكم عليها بالسجن أربع سنوات ثم رُحلت إلى هندوراس.
لاحقًا، نشرت باربرا مذكراتها بعنوان “83 ساعة حتى الفجر”، لتروي تجربتها المروعة التي تحولت إلى كتب وأفلام ووثائقيات، وما زالت حتى اليوم تُعد واحدة من أكثر قصص الاختطاف رعبًا ودهشة في التاريخ الأمريكي.
