اشهر العائلات اليهودية التي برزت في عالم المال والتجارة في العصور الوسطى
الوكالة الكندية للانباء
عرف اليهود منذ العصور الوسطى بالتميز وبرز حسب تسلسل التاريخ العديد منالعائلات في المجتمعات التي وجدوا فيها في جميع المجالات خصوصا في المجالالتجاري والمال والاعمال وقد كنا قد نشرنا على صفحة جيمينا العديد من العائلاتفي كل البلدان العربية وذكرنا تاريخها الزاخر ..نقدم لكم اليوم عائلتين عربيتين مناليهود في العصور الوسطى وتحديدا في القرن الحادي عشر .. بعد ان قدمنا لكمعائلات وجدت في القرون اللاحقة ، ومن بين هذه العائلات : قباعي ، ساسون ،صفرا ، زلخة ، بشيوتو ، عطية ، الباز، الألوسي وفارحي .
عائلة المجعاني يعود أصل هذه العائلة الى مدينة مجعان في تونس. كان اولمن برز فيها المدعو موسى بن يحيا المجعاني . اشتهرت العائلة في النصف الاولمن القرن الحادي عشر. ويقول المؤرخ غوتن ان جد موسى ترك ثلاث رسائل يعودتاريخ واحدة منها الى سنة الف ميلادية. وكان قد كتبها من الفسطاط (القاهرةالقديمة) . اما الثانية فصادرة من القيروان ويعود تاريخها الى سنة 1011 م. والثالثة من الإسكندرية تاريخها سنة 1025م. وهذه الرسائل ورسائل اخرىتجعلنا نؤكد ان موسى عاش في القيروان حيت كان الشريك والوكيل الرئيسللتاجر المصري اليهودي جوزف بن حوكل في مدينة القيروان وربما في مدن اخرىعلى الساحل الافريقي الشمالي. وعندما توفي موسى سنة 1039 م تسلم ابنهيحيا شؤون المؤسسة . وبعد يحيا جاء دور الحفيد موسى ( بن جودة ) بن يحياالمجعاني .
تزوج يحيا من ابنة تاجر يهودي شهير في القيروان من عائلة تاهرتي .
أما عائلة تستاري فقد برزت في ايام الفاطميين. جمعت ثروة طائلة منالتجارة وامتلاك المصارف والتقرب من الحكام . وهناك أكثر من ستين رسالةواتفاقية مالية محفوظة في “جنيزة الهيكل (الجنيزة غرفة ملتصقة بالكنيس اليهوديتحفظ فيها المحفوظات المهمة والكتب القديمة والوثائق المهمة) .
بدأ نشاط هذه العائلة في مجمع تجاري في ششتار (تستار بالعربية) في الجزءالشمالي الشرقي من البصرة على نهر كارون في مقاطعة الاهواز الفارسية. تركاسرائيل التستاري الاهواز في حوالى منتصف القرن العاشر مع اولاده الثلاثةمفتشاً عن اسواق اكثر ربحاً وجذباً بعد ان تحولت التجارة باكثرها غرباً نحومصر ومناطق البحر الأبيض المتوسط. ترك احفاد اسرائيل التستاري رسالة فيالفسطاط تفيد بانه باع كل ما كان قد تبقى من موجوداته في الاهواز. وكانتاحدى بناته المدعوة حنة قد بقيت في الاهواز وتزوجت رجلاً يدعى داود وولد لهماصبي. وكانت عائلة تستاري كما ذكر يعقوب الخرساني في مدوناته عن اليهود،محافظة تلتزم بالشعائر الدينية اليهودية.
نشأ اولاد اسرائيل التستاري وهم ابو الفحل سهل (ياشار) وابو يعقوب يوسف وابوسهل سهيد (سهاديا) في الفسطاط (القاهرة القديمة ) بمصر. وعملوا على توسيعتجارتهم في الغرب الاوروبي . وتشير محفوظة عن نشاط العائلة الى رسائلمتبادلة مع شركاء يهود من المحافظين مثلهم، ومع قادة من اليهود الحاخاميين فيبغداد والقدس. وتظهر مراسلاتهم التجارية الى ان قيمة مشحوناتهم الى المدينتينالمذكورتين بلغت الآلاف واحياناً عشرات الآف الدنانير. وشملت المتاجر الاحجارالكريمة والاقمشة الفاخرة، وهي انواع كانت تباع من الحكام فقط . وامتدتتجارتهم حتى وصلت الى كل الاسواق المصرية واسواق الشمال الافريقي وصقليةوالاندلس. وكان لهم عملاء مصرفيون في مطلع القرن الحادي عشر في بغدادوتكريت وحلب ودمشق وصور والقيروان .
إنضم الجيل الثاني من عائلة تستاري في مصر الى اليهودالأورثوذكس وتبنوا الشرع الاداري والقانوني الذي حددهالتلمود، رغم انهم على الارجح تابعوا ايضاً التقيد بالقيودالقانونية القراثية، وهو مذهب يهودي رفض التمسك بسنةالتلمود الذي كانت تلتزم به المحاكم اليهودية في مصروبغداد. وفي الوقت نفسه بدأ ابناء الجيل الثاني من عائلةتستاري التوسط بين المحاكم الفاطمية والجماعات اليهوديةفي كل من مصر وسورية . ويذكر المؤرخ المقريزي الذي عاشفي العهد المملوكي ان ابا سعيد ابراهيم وابا نصر، وهما منابناء ابو الفحل السهل (ياشار) التستاري، تسلما المناصبالعليا في المؤسسة وانهما في خلال خلافة الحكيم (996 – 1021م) أصابا شهرة وجمعا ثروة كبيرة جداً. فالاول كانيتعاطى التجارة والثاني كان صيرفياً ويستورد المتاجر منالعراق، بينما استمر ابو سعيد ابراهيم الاتجار بالحرائرالفاخرة والعملة والمجوهرات، وأهدى في وقت من الاوقاتالخليفة جارية رزق منها طفلاً أصبح عندما كبر الخليفةالمستنصر. وظل ابو سعيد يدير ثروة ام المستنصر واصبحواحداً من أهم اعضاء الحاشية في العهد الفاطمي.