غضب شعبى فى مصر بسبب نقل المقابر والفتوى تعارض
أثار بدء الحكومة المصرية في إزالة بعض المقابر في منطقة
ضريح (السيدة نفيسة) التاريخية لبناء جسر، غضبا شعبيا لاسيما بين المهندسين المعماريين
وخبراء الآثار وأفراد العائلات التي دفن ذووها في المقابر المهددة.
غضب شعبي
وأضاف "شلبي" في فتوى له ، ردًا على سؤال: هل يجوز
فتح القبر و نقل الميت إلى قبر آخر لرؤيا رآها ابن الميت في منامه ؟ قول الإمام النووي:
«نبشه بعد دفنه للنقل وغيره حرام، إلا لضرورة، بأن دفن بلا غسل، أو في أرض أو ثوب مغصوبين،
أو وقع فيه مال أو دفن إلا لغير القبلة» منهاج الطالبين، مشيرًا إلى قول ابن قدامة
في المغني: سئل الإمام أحمد بن حنبل عن الميت يخرج من قبره إلى غيره؟ فقال: إذا كان
شيء يؤذيه.
وأوضح أنَّه لا يَجوز نبْش القبر ونقل الجثمان من تلك المقبرة
إلاَّ لغرض شرعيٍّ صحيح، أو حاجة ملحَّة؛ مشيرًا إلى أن في نبشه إهانة وامتهان واعتداء،
ولأنَّه قد يؤدِّي إلى كسْر عظامه، لافتًا إلى أن الرؤيا لا يعمل بها في مثل هذه الأمور
؛ لأنها ليست دليلًا شرعيًّا.
وأضاف أن الرؤيا قد تكون حديث نفس بسبب شعورك بالوضع الذي
اكتنف قبر والدك وعدم ارتياحك له، مشيرًا الى أنه لو كانت الرؤيا صادقة فقد يكون غضب
الوالد بسبب شيء آخر، فاحرص على طلب المغفرة له، والصدقة عنه وغير ذلك مما دلّ الدليل
على وصوله للميت.
حكم نبش القبر لنقل الميت
كانت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر الشريف،
قد ذكرت أنه من السٌنة دفن كل ميت في قبر مستقل، وألا يشاركه فيه غيره إلا لضرورة،
موضحةً أنه لا يجوز دفن الرجال مع النساء إلا لضرورة.
وأوضحت اللجنة في بيان لها أن حٌرمة المسلم ميتًا كحرمته
حيًا، لافتةً إلى أنه لا يجوز نبش قبر الميت إلا لضرورة شرعية وأنه لا يجوز نقل الميت
من قبره إلا لضرورة.
دار الافتاء
فيما رد الشيخ محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية،
على ما يتعلق بشأن نقل الميت، خلال لقاء سابق عبر بث مباشرعبر صفحة دار الإفتاء، قائلًا:
«الأصل أنه لا يتم نقل المتوفى حفاظا عليه، لكن بعض الفقهاء يجيزون النقل لبعض الأعذار،
مثل امتلاء التربة بالماء، أو انجرافها، وهناك من المالكية من أجاز نقله، لكن هذا يتوقف
على حالة الجسد، ولكل حالة طبيعتها، والأصل منه النقل إلا لضرورة أو حاجه».
وقت إثارة هذه الفكرة، صدرت معارضة كبيرة بسبب رفض الأزهر،
وهو ما حسمته دار الإفتاء في فتوى لها مقيدة بتاريخ 1789 لسنة 2009، حيث كان السؤال
الموجه للدار: "ما حُكم الإقدام على نقل المقابر الواقعة داخل مدينة القاهرة إلى
أطرافها أو إلى خارجها؟"، وكان الجواب كالتالي: «كَرَّم اللهُ تعالى جِنسَ الإنسان
بأنواع التكريم فجعله نَفيسًا غيرَ مبذول، قال الله تعالى: ﴿ولَقَد كَرَّمنا بَنِي
آدَمَ وحَمَلناهُم في البَرِّ والبَحرِ ورَزَقناهُم مِنَ الطَّيِّبَاتِ وفَضَّلنَاهُم
عَلى كَثِيرٍ مِّمَّن خَلَقنا تَفضِيلا﴾ [الإسراء: 70]، وكان مِن تكريم الله لعباده
حال كونهم أمواتًا هدايتهم للتدافن، كما قَصّ الله تعالى علينا ذلك في قصة ابنَي آدم،
وفيها: ﴿فَبَعَثَ اللهُ غُرَابًا يَبحَثُ في الأَرضِ لِيُرِيَهُ كَيفَ يُوَارِي سَوءَةَ
أَخِيهِ﴾ [المائدة: 31]، فكان ذلك مِن جُملَة نِعَم الله على بني آدم؛ قال تعالى:
﴿أَلَمْ نَجعَلِ الأَرضَ كِفَاتًا أَحياءً وأَمواتًا﴾[المرسلات:25-26] أي: أنعمنا عليكم
بتسخير الأرض لمصالحكم فجعلناها كِفَاتًا لكم؛ أي: ضامّة لأجسادكم فوق ظهرها حال حياتكم
وفي جوفها حال موتكم، فكما أنَّ من نعم الله على عباده الأحياء أن أسكنهم الدور والقصور،
فمِن نعمه على الأموات أن أسكنهم القبور؛ رحمة في حقهم، وسترًا لأجسادهم أن تكون بادية
للسباع وغيرها، ومانعة من تأذي الأحياء بالرائحة الكريهة.