أول سفير لأوكرانيا بالقاهرة: السفارة الأوكرانية فى مصر أول بعثة دبلوماسية فى العالم العربى وإفريقيا

القاهرة 

أحمد حسن 

قال السفير الأول لأوكرانيا لدى مصر فيكتور ناهايتشوك، قبل 30 عامًا وقع حدث تاريخى فى التاريخ الحديث للعلاقات الأوكرانية - المصرية، فى 1 سبتمبر 1993 تم افتتاح سفارة أوكرانيا فى مصر رسميًا فى منطقة الدقى بالجيزة. 


حضر حفل الافتتاح نائب وزير الخارجية فى هذا الوقت إسماعيل مبارك، وعدد من ممثلى الحكومة المصرية ودوائر الأعمال والجمهور، بالإضافة إلى السلك الدبلوماسى بالقاهرة، وفى نفس العام تم إنشاء السفارة المصرية فى كييف، جاء ذلك فى خطاب له قامت بنشره سفارة أوكرانيا بالقاهرة.


وأشار فيكتور، إلى أن السفارة الأوكرانية فى مصر أصبحت أول بعثة دبلوماسية لأوكرانيا المستقلة فى العالم العربى وإفريقيا، مضيفًا، أنه فى ديسمبر 1992 قام رئيس أوكرانيا ليونيد كرافتشوك بزيارة رسمية ناجحة إلى مصر - أول دولة فى الشرق الأوسط يزورها رئيس دولتنا. 


تم خلال الزيارة، التوقيع على اتفاقية أساسيات العلاقات المتبادلة والتعاون بين أوكرانيا ومصر، بالإضافة إلى عدد من الوثائق الحكومية الدولية الأخرى. 


وتابع فيكتور: كل هذا يشهد على أن القيادة الأوكرانية تعتبر مصر واحدة من الدول الرئيسية فى الشرق الأوسط وكانت مهتمة بإخلاص بإقامة تعاون وثيق متبادل المنفعة معها، وهذا الموقف المبدئى لم يتغير حتى الآن.


ليس لدى أدنى شك فى أنه نتيجة للأحداث التاريخية فى الفترة 1992-1993، بدأ فصل جديد فى تطور العلاقات الثنائية بين أوكرانيا ومصر كدولتين ذات سيادة. 


أنا فخور، مثل جميع أعضاء فريق السفارة الأوكرانية الأولى بالقاهرة، بأننا شاركنا فى صنع التاريخ، ويجب أن أعترف أنه فى المرحلة الأولى من إنشاء تمثيلنا الدبلوماسى، كثيرا ما واجهنا مشاكل تنظيمية لأنه كان لا بد من بناء السفارة "من الصفر" حرفيا. 


لقد أصبح نقص خبرة دبلوماسيينا معروفًا أيضًا، وكان التحدى الكبير الذى واجهنا هو حقيقة أن أوكرانيا كانت فى أذهان العديد من المصريين فى ذلك الوقت مرتبطة بالاتحاد السوفيتى السابق أو الاتحاد الروسى. 


ومع ذلك، وبفضل حماسنا وقدرتنا على التعلم السريع والعمل المتفانى، تمكنا من التغلب على كل هذه الصعوبات فى فترة زمنية قصيرة إلى حد ما. 


كان أحد العوامل المهمة فى ضمان النجاح هو حقيقة أنه يمكننا دائمًا الاعتماد على مساعدة ودعم زملائنا من وزارة الخارجية المصرية والمسؤولين الحكوميين الآخرين ورجال الأعمال والشخصيات العامة، وظل الكثير منهم أصدقاء حقيقيين لنا.


وبفضل جهودنا المشتركة، تمكنا من الارتقاء بالعلاقات الأوكرانية - المصرية إلى مستوى جديد نوعيا خلال أربع سنوات. 


حيث تم إنشاء آليات فعالة للتفاعل فى المجالات السياسية والاقتصادية والإنسانية والعسكرية التقنية، وخلال هذه الفترة، زاد حجم التجارة بين البلدين عدة مرات. 


كانت للزيارة الأولى على الإطلاق بالقاهرة لفرقة الرقص الأوكرانية المشهورة عالميًا والتى تحمل اسم بافلو فيرسكى، وكذلك إقامة أول أسبوع ثقافى أوكرانى فى مصر، صدى واسع فى المجتمع المصرى. 


ومع التطور التدريجى للتعاون الثنائى اكتسبت أوكرانيا على نحو متزايد سمعة دولة معروفة ومحترمة فى مصر، وينطبق الشىء نفسه على تصور مصر فى أوكرانيا.


ويسعدنى أنه على مدى العقود الماضية، لم يتم الحفاظ على الاتجاهات المذكورة أعلاه نحو التعميق التدريجى للعلاقات الأوكرانية - المصرية فحسب، بل تم تعزيزها أيضًا، اليوم يمكن وصف هذه العلاقة بأنها العلاقة بين شريكين مهمين للطرفين. 


تم إنشاء أساس تعاقدى وقانونى متين للتعاون الثنائى فى مختلف المجالات، والذى يتضمن 33 اتفاقية حكومية دولية واتفاقيات ومذكرة، وما إلى ذلك، ويتم الحفاظ باستمرار على الحوار السياسى على المستوى الرفيع بين كييف والقاهرة، ولا سيما المشاورات السياسية بين الجانبين الأجنبيين. 


ومن الآليات الهامة للتعاون بين البلدين اللجنة الحكومية الدولية المشتركة للتعاون العلمى والفنى، وفى السنوات الأخيرة، تحولت مصر إلى الشريك التجارى الرئيسى لأوكرانيا بين دول الشرق الأوسط وأفريقيا. 


وفى عام 2021، وصل إجمالى حجم التجارة بين البلدين إلى مستوى قياسى بلغ 2.446 مليار دولار، ومن المهم أن نلاحظ أن أوكرانيا هى واحدة من المصدرين الرئيسيين للحبوب والمنتجات الزراعية الأخرى إلى مصر. 


فى عام 2021، احتلت أوكرانيا المركز الأول بين جميع دول العالم من حيث عدد السائحين الذين زاروا مصر (1.6 مليون).


وكما تعلمون بالتأكيد، نتيجة للغزو المسلح الروسى لأوكرانيا فى فبراير 2022، فإننا نواجه أكبر تهديد فى تاريخنا الحديث، ولن يكون من قبيل المبالغة القول إن بقاء الأمة الأوكرانية ودولتنا على المحك، اليوم مهمتنا الحيوية هى العد بفعالية.