دينا عوفاديا: مجندة فى صفوف الجيش الإسرائيلي من أصول مصرية



فتحي الضبع 

ولدت دبنا عوفاديا في إسرائيل لأبوين يهوديين من أصول مصرية. تعود جذورها إلى عائلة يهودية كانت تقيم في مصر قبل أن تهاجر إلى إسرائيل في أعقاب تصاعد التوترات السياسية عقب حرب 1948، وما تلاها من تغييرات اجتماعية وسياسية أثّرت على أوضاع اليهود في مصر. وكحال العديد من اليهود المصريين، تم تهجير العائلة أو هاجرت طوعًا إلى إسرائيل، حيث نشأت دبنا في بيئة متأثرة بالثقافة المصرية، وخاصة في ما يتعلق باللغة والطعام والعادات.

قصة حياتها وصعودها

تلقت دبنا تعليمها في إسرائيل، وأظهرت منذ سن مبكرة اهتمامًا بالانخراط في الحياة العامة، سواء من خلال الإعلام أو السياسة أو الجيش. انخرطت في الحياة العسكرية الإسرائيلية كجزء من الخدمة الإجبارية المفروضة على المواطنين في إسرائيل، ثم التحقت بوحدات متقدمة، ويُقال إنها خدمت في وحدة الاستخبارات العسكرية أو الإعلام العسكري، وهو ما لم تؤكده المصادر الإسرائيلية بشكل رسمي.

ما يميز دبنا ليس فقط خلفيتها المصرية، ولكن أيضًا طموحها في الصعود داخل المجتمع الإسرائيلي، حيث عملت لاحقًا في مجال الإعلام، وظهرت في مقابلات تلفزيونية تتحدث عن أصولها المصرية، وهو ما أثار اهتمام الإعلام العربي والإسرائيلي على حد سواء.

دورها في الجيش الإسرائيلي

لم تكن دبنا عوفاديا مجرد مجندة عادية، بل استُخدمت بشكل غير مباشر كرمز للتنوع العرقي داخل الجيش الإسرائيلي، وكمثال على اندماج اليهود الشرقيين – خصوصًا من أصول عربية – في مفاصل الدولة، بما في ذلك الجيش. كما استُغلت خلفيتها المصرية أحيانًا في الحملات الدعائية لتأكيد أن إسرائيل "تضم الجميع" وأنها ليست دولة لليهود الأوروبيين فقط.


ووفقًا لبعض التقارير الإعلامية، فقد شاركت دبنا في أعمال إعلامية موجهة إلى العالم العربي، وهي تتحدث العربية بطلاقة بلهجة مصرية واضحة، وهو ما يجعلها أداة دعائية فعالة في الحرب النفسية أو الإعلامية ضد الدول العربية، خاصة مصر.

رد فعل المصريين

عندما تم تداول صور وفيديوهات لدبنا عوفاديا على منصات التواصل الاجتماعي، خاصة عند ظهورها بزيّ عسكري إسرائيلي وهي تتحدث بالعربية بلهجة مصرية، أثار ذلك جدلاً واسعًا بين المصريين. عبّر الكثيرون عن استنكارهم وغضبهم، معتبرين أن هذا استغلال غير أخلاقي للهوية والثقافة المصرية في دعم مؤسسة عسكرية تُصنف كعدو تقليدي.

البعض الآخر رأى الأمر من زاوية مختلفة، معتبرًا أن دبنا تمثل نموذجًا لمأساة التهجير والتشتت التي تعرض لها يهود مصر، وأنها – رغم موقفها الحالي – تعكس جزءًا من التاريخ المنسي ليهود مصر الذين كانوا يومًا جزءًا من نسيج المجتمع المصري.

كما انتقد آخرون استخدامها في الحملات الدعائية الإسرائيلية التي تستهدف العرب والمصريين، واعتبروا ظهورها محاولة للتأثير العاطفي على المتلقين العرب من خلال لغة ولهجة مألوفة، في سياق يخدم مصالح إسرائيلية بحتة.

قصة دبنا عوفاديا تفتح ملفًا أوسع عن اليهود من أصول عربية، خاصة أولئك الذين وجدوا أنفسهم في قلب المؤسسة العسكرية الإسرائيلية. وبينما يراها البعض "خائنة للأصول"، يراها آخرون "نتاجًا لتعقيدات التاريخ والهوية". لكنها تظل مثالًا حيًا على كيف يمكن للهوية أن تُستخدم كأداة سياسية وإعلامية، خصوصًا في صراعات تتجاوز الحدود الجغرافية وتصل إلى عمق الذاكرة الجماعية للشعوب