كيف استطاعت سلوفينيا ان تستخدم "دبلوماسية النحل " فى دعم الأمن الغذائي، والتنوع البيولوجي
القاهرة
فتحى الضبع
اعتمدت سلوفينيا، الدولة الصغيرة في قلب أوروبا، على ما يُعرف بـ"دبلوماسية النحل" كأداة ناعمة لتعزيز الأمن الغذائي وحماية التنوع البيولوجي عالميًا. فقد استخدمت سلوفينيا نحل العسل، الذي يُعد رمزًا وطنيًا لديها، كجسر للتعاون البيئي والدبلوماسي بين الدول.
أطلقت سلوفينيا عام 2017 مبادرة اليوم العالمي للنحل في 20 مايو، والذي اعتمدته الأمم المتحدة رسميًا، لرفع الوعي بدور النحل في تلقيح المحاصيل وضمان الأمن الغذائي. كما شاركت سلوفينيا في دعم مشاريع تربية النحل المستدامة في دول نامية، وربطت بين الدبلوماسية البيئية والمساعدات التنموية.
بهذه الطريقة، جعلت سلوفينيا من النحل أداة دبلوماسية فعالة، تسهم في الحوار الدولي حول الاستدامة، وتحفز التعاون العالمي لحماية البيئة والأمن الغذائي.
مبادرة "دبلوماسية النحل" التي أطلقتها سلوفينيا عالميًا، والتي قال إنها تعكس التزام بلاده بدعم الأمن الغذائي، والتنوع البيولوجي، والاستدامة، باعتبارها من أولويات المرحلة المقبلة.
جاذ ذلك خلال كلمه القاها سفير سلوفينيا بالقاهرة"ساشو بودلسنيك " وذلك بمناسبة مرور 34 عاما على الاستقلال
وقال بودلسنيك، ، أن بلاده تحتفل اليوم بذكرى مرور 34 عامًا على الاستقلال، وهو اليوم الذي يجسد "العزيمة والوحدة والشجاعة" التي أظهرها الشعب السلوفيني في اختياره لمسار الدولة المستقلة والديمقراطية والسلمية.
واكد السفير بودلسنيك ان سلوفينيا اليوم تقف كعضو مسؤول وموثوق في المجتمع الدولي، تلتزم بقيم الديمقراطية، وسيادة القانون، وحقوق الإنسان، والتعددية، وتسهم بفاعلية في تعزيز الأمن الإقليمي والدولي، مضيفا أن عضوية بلاده غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي، للعام الثاني على التوالي، تمثل انعكاسًا لهذا الدور النشط والمؤثر.
وأوضح بودلسنيك أن أولويات السياسة الخارجية لسلوفينيا، تتركز على منع النزاعات، وحماية المدنيين، واحترام القانون الإنساني الدولي، وتعزيز السلام من خلال الحوار، في ظل عالم يعاني من أزمات متداخلة ومتسارعة.
وأكد سفير سلوفينيا على دعم بلاده الراسخ لأوكرانيا، معتبرا أن هذا الموقف "ليس مجرد تعبير عن تضامن، بل مبدأ ثابت نابع من قناعة بأن تقويض النظام الدولي القائم على القواعد في أي مكان يمثل تهديدًا للجميع".
وأشار بودلسنيك إلى أن الأوضاع في قطاع غزة، و حجم المعاناة لا يُطاق ويجب أن يتوقف"، مشيرًا إلى التزام بلاده بالقانون الدولي، ومؤكدًا أن اعتراف سلوفينيا بدولة فلسطين منذ أكثر من عام يأتي من إيمانها بأن حل الدولتين هو الطريق الوحيد لتحقيق السلام والكرامة والأمن للفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء.
كما أعرب عن قلق بلاده من التصعيد العسكري المتزايد بين إسرائيل والولايات المتحدة من جهة، وإيران من جهة أخرى، محذرًا من تداعياته الخطيرة على استقرار المنطقة، وداعيًا إلى ضبط النفس، ووقف التصعيد، وحماية المدنيين، واحترام ، وأبدى بودلسنيك أسفه لتدهور الأوضاع في السودان، واصفًا الصراع الدائر هناك بأنه "واحد من أخطر الأزمات الإنسانية على مستوى العالم"، داعيًا إلى ضرورة تحرك دولي عاجل لوقف المعاناة المستمرة.
وحول العلاقات الثنائية، بين البلدين أكد سفير سلوفينيا على عمق الصداقة بين مصر وسلوفينيا، وأن العلاقات بين البلدين تمتد لأكثر من 33 عامًا، وشهدت تطورًا كبيرًا خلال العام الماضي، من أبرز ملامحه تبادل الزيارات رفيعة المستوى، وعلى رأسها زيارة رئيسة الجمعية الوطنية السلوفينية إلى القاهرة في أبريل، والتي وصفها بأنها "علامة فارقة في تعزيز التعاون البرلماني".
وأشار بودلسنيك إلى نتائج المشاورات السياسية الأخيرة على مستوى وزراء الخارجية بالقاهرة، والتي أكد فيها الجانبان أهمية الشراكة الاستراتيجية، مضيفًا: "مصر تظل الشريك الأهم لسلوفينيا في المنطقة، ونحن نثمّن دورها في دعم الاستقرار الإقليمي والحوار البناء".
وأشار سفير سلوفينيا على استمرار التعاون الثنائي في مجالات متنوعة، أبرزها دعم مشروعات محلية تعزز تمكين المرأة وتحقيق الاستدامة البيئية، فضلًا عن التعاون الأكاديمي المتنامي، خاصة في مجالات علوم التراث، من خلال شراكة تجمع بين الجامعة الأورومتوسطية في بيران وعدد من الجامعات المصرية.