بعد 63 عامًا من الغياب...حل لغز اختفاء "أودري باكبيرغ": لم تكن مفقودة، بل اختارت أن تختفي


اريزونا 

في صباح صيفي هادئ، غادرت الشابة أودري باكبيرغ، البالغة من العمر 20 عامًا، منزلها في مدينة ريدسبورغ الصغيرة لتتوجه إلى عملها في مصنع النسيج. كانت متزوجة وأمًا لطفلين، لكنّها لم تعد إلى بيتها أبدًا. اختفت دون أثر، وكأنها تبخرت في الهواء.

لم تترك خلفها أي دليل، لا رسالة وداع، ولا مؤشرات على جريمة. ومع مرور الأيام، تحوّل اختفاؤها إلى واحدة من أكثر القضايا غموضًا في ولاية ويسكونسن، وعاشت عائلتها ومجتمعها على أمل عودتها لعقود.

لكن خلف هذا الاختفاء كانت تكمن قصة مختلفة تمامًا.

قبل أيام قليلة من اختفائها، كانت أودري قد تقدمت بشكوى ضد زوجها، متهمة إياه بالعنف المنزلي والتهديد بالقتل. خائفة، محطمة، لكنها مصمّمة على النجاة، خططت للهروب. وفي يوم الحادثة، رافقتها مربية أطفالها — فتاة في الرابعة عشرة من عمرها — إلى طريق عام لبدء رحلة هروب نحو إنديانابوليس، مرورًا بعاصمة الولاية ماديسون. لكن في منتصف الطريق، انسحبت المربية، وعادت أدراجها. أما أودري، فقد أكملت طريقها بمفردها... ثم اختفت.

التحقيقات توقفت، لكن الملف لم يُغلق أبدًا.

رغم عشرات المحاولات والتحقيقات، لم يُعثر على أي خيط يوصل إلى مصيرها، وظلت صورتها بالأبيض والأسود محفوظة في ملفات الشرطة تحت بند: "مفقودة – دون أثر".

حتى جاء عام 2024.

المحقق إسحاق هانسون، مدفوعًا بشعور داخلي بأن شيئًا ما لم يُكشف بعد، قرر إعادة فتح الملف. وأثناء تصفحه لبيانات موقع شهير للأنساب، عثر على حساب يعود لشقيقة أودري. قاده هذا الخيط إلى اتصالات متعددة بين الولايات، انتهت بمكالمة هاتفية غيّرت كل شيء.


المرأة التي أجابته على الطرف الآخر من الخط كانت في الثانية والثمانين من عمرها، هادئة، رزينة، وعلى قيد الحياة. كانت أودري.


وأكدت للمحقق أنها لم تكن ضحية اختطاف أو جريمة، بل اتخذت قرارها بالهرب والاختفاء بإرادتها. بنت حياة جديدة، بهوية مختلفة، وتركت ماضيها وراءها بالكامل.

قال المحقق هانسون، مذهولًا:

"لقد رحلت ببساطة... وكأنها انتقلت إلى عالم آخر."

حتى اليوم، لا تفاصيل عن هويتها الحالية أو مكان إقامتها. اختارت أودري أن تبقى بعيدة عن الأضواء، رافضة كشف أي تفاصيل إضافية.

ومع أن لغز اختفائها قد حُلّ، تبقى العديد من الأسئلة معلقة:

لماذا قررت قطع كل صلة بأطفالها وعائلتها؟

كيف قضت تلك العقود الستة في الظل؟

وهل دفعت ثمنًا نفسيًا أو عاطفيًا مقابل حريتها؟

ربما لن نحصل على الإجابات يومًا، لكن المؤكد أن أودري باكبيرغ لم تكن مفقودة... بل اختارت أن تولد من جديد.