من تقديم المشروبات إلى قيادة الطائرات: قصة أمٍ طارت بحلمها رغم العواصف
من بين مقاعد الركاب وضجيج علب الكولا وحبات الفول السوداني، وُلد حلمٌ لم يكن في الحسبان. 16 عاماً أمضتها "سارة" (اسم مستعار) كمضيفة طيران، تتنقل بين المدن والرحلات، لكنها لم تكن تعلم أن السماء تخبئ لها مقعداً مختلفاً… خلف قمرة القيادة.
تقول سارة: "كنت أماً لطفلين، أعمل مضيفة طيران منذ سنوات، وفي لحظة تأمل على متن إحدى الرحلات، سألت نفسي: هل سأقضي عمري أقدم الوجبات والمشروبات؟ إن لم يكن هذا ما أريده حقًا، فقد حان الوقت لاكتشاف البديل، وكنت حينها في الـ31 من عمري."
في لحظة مفصلية، شجّعها أحد الأصدقاء — وهو مضيف طيران يخوض تدريب الطيران — على تجربة رحلة اكتشاف. تلك الرحلة كانت شرارة البداية. "حلّقت لأول مرة... ووقعت في حب الطيران من أول لحظة."
بدأت سارة تدريبها بثقة، وما هي إلا أشهر قليلة حتى اكتشفت أنها حامل بطفلها الثالث. لم تتوقف. ثلاث سنوات من التحديات أنهتها بالحصول على رخصة مدربة طيران (CFI). ثم جاء وباء كورونا، فتوقفت الحياة… لكنها لم تتوقف.
"استمريت. وبعد عام حصلت على أول وظيفة كمدربة طيران، وأكملت باقي الرخص وصولاً إلى مدربة طيران متعددة المحركات (MEI)، خلال أربع سنوات شاقة."
ومع بلوغها الحد الأدنى لساعات الطيران المؤهلة لشركات الطيران، كانت المفاجأة: اختفاء مواعيد الانضمام.
ورغم ذلك، تقولها بابتسامة تعب، ولكن بإصرار:"ما زلت أواصل الطريق. هذه هي النصيحة الأهم: واصِل. الأمور نادرًا ما تسير كما نخطط، لكن إن كنت تحب الطيران، فلا تتوقف. ابحث عن مجتمعك. لقد وجدت مدربين رائعين، وطلابًا مُلهمين، وموجهين ساعدوني لأصبح الطيارة التي أنا عليها اليوم."
اليوم، تطمح سارة لأن تحلق أخيراً في مقعد طيار على متن طائرة نفاثة خلال العام المقبل.