الإعلامى يسرى فودة ,:سياسة الأبواب المفتوحة للعدو.. حين يختلط الإعلام بالدعاية
يسري فودة: الصحفي لا يُستَخدم.. بل يبحث عن الحقيقة"
الأسئلة الغائبة.. والصمت المهني الفاضح"
كتب الإعلامى يسرى فودة على صفحته الشخصية على الفيسبوك المقارنة بين حوار قناة الجزيرة مع مسئولين إسرائيليين والحوار الذى قام به الإعلامى عماد أديب مع رئيس وزراء إسرائيل السابق حيث لخص الفرق بين النقيضين
هذا الشيء باختصار ليس لقاءً صحفيًا. كفوا عن تناوله على هذا الأساس. إنه ببساطة حدث سياسي مصمم لأغراض خبيثة، لم يعد مثله يثير الدهشة لدى أحد بقدر ما يثير مزيدًا من الاحتقار.
من الناحية الصحفية المهنية البحتة يمكن الإشارة إلى هذه الملاحظات:
أولًا، لا توجد مشكلة على الإطلاق في حق الصحفي - بل في واجبه - للسعي وراء كل المصادر المتاحة نحو الحقيقة، بمن في ذلك من يتصادف أنهم خصوم أو أعداء. فعلتها BBC باستضافة رجال عبد الناصر، العدو اللدود لبلادهم في أوج أزمة السويس عام 1956، مثلما فعلها آخرون في ظروف مشابهة وفعلتها أنا نفسي في تحقيقات صحفية مختلفة. المشكلة تنشأ حين لا تستطيع الإجابة على هذه الأسئلة: لماذا هذا اللقاء؟ لماذا الآن؟ ولأي هدف؟ وحين يسمح الصحفي لنفسه بأن يُستخدم - عن علم أو عن غير علم - لخدمة أجندة سياسية معينة.
ثانيًا، هذا لقاء لا يحدث إلا بموافقة - إن لم يكن بمبادرة - من أعلى مستوى، ولا يوجد في هذا ما يدعو إلى اندهاش قياسًا على سياسات أبو ظبي المعروفة الآن للجميع على نطاق واسع، التي امتدحها الضيف نفسه أثناء اللقاء حين قال إن "الإمارات حجر الأساس في الاتفاقات الإبراهيمية"، وأن وزير خارجيتها "أذكى دبلوماسي أعرفه في هذا المجال".
ثالثًا، رغم محاولاته للظهور بمظهر الصحفي "العادل الإنسان"، تقزمت رؤية مدير الحوار في ما يحدث الآن في غزة في مجرد أنه "احتراب" و "اقتتال" .. على وزن "افتعال". هذا رغم توفر أحكام دولية وتوثيق من جانب أطراف كثيرة مستقلة في المجتمع الدولي لجرائم الحرب والإبادة التي وفرت له مجانًا ذخيرة حية لأسئلة حقيقية، إذا أراد أن يستخدمها، أو إذا سُمح له بأن يستخدمها.
رابعًا، صال الضيف وجال كما شاء دون مقاطعة من مدير الحوار حتى فيما يتعلق بالحقائق المجردة من مثل كذبته الصارخة بأن عمر احتلال الكيان للجولان يفوق عمر سوريا كلها كدولة. المرة الوحيدة التي قاطعه فيها بمنتهى الدماثة والاحترام كانت كي يشكو من أن نسبة قتل المدنيين في غزة أعلى من نسبة قتل أعضاء حماس.
عار، لكنه للأسف عار لا يدعو إلى أي دهشة.