إسرائيل تتفاوض مع إثيوبيا ودول أخرى لاستقبال فلسطينيي غزة.. والموساد يطلب دعماً أمريكياً

 


واشنطن 

كشفت مصادر أمريكية مطلعة أن إسرائيل تُجري مفاوضات "إيجابية" مع إثيوبيا لاستقبال آلاف الفلسطينيين من سكان قطاع غزة، وسط انفتاح من أديس أبابا على المقترح الإسرائيلي، بحسب ما أفاد به موقع "أكسيوس" الأمريكي.

وأشارت المصادر إلى أن مدير جهاز "الموساد" الإسرائيلي، ديفيد برنياع، زار العاصمة الأمريكية واشنطن هذا الأسبوع، حيث التقى مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف، وطلب دعم الإدارة الأمريكية لإقناع عدد من الدول بقبول تهجير أعداد كبيرة من الفلسطينيين من القطاع المحاصر.

وبحسب المصدرين المطلعين على تفاصيل الاجتماع، أبلغ برنياع المبعوث الأمريكي أن إسرائيل تجري محادثات سرية مع كل من إثيوبيا، وإندونيسيا، وليبيا، وقد أبدت هذه الدول – وفق الرواية الإسرائيلية – انفتاحًا مبدئيًا على الفكرة. كما اقترح برنياع أن تقدم الولايات المتحدة حوافز لتلك الدول مقابل تعاونها.

في المقابل، لم يصدر أي التزام من ويتكوف، ولا تزال المواقف الرسمية للولايات المتحدة تجاه هذا المقترح غير واضحة. كما رفض كل من البيت الأبيض، ومكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، ووزارات خارجية إثيوبيا، وإندونيسيا، وليبيا التعليق على الموضوع.

ويأتي هذا التطور في ظل مساعٍ إسرائيلية متواصلة لإجلاء أعداد كبيرة من سكان غزة، في ظل ترويج رسمي لفكرة أن هذا الإجلاء سيكون "طوعيًا". غير أن خبراء قانونيين من الولايات المتحدة وإسرائيل أكدوا أن أي عملية ترحيل جماعي للفلسطينيين تُعدّ جريمة حرب وتهجيرًا قسريًا بموجب القانون الدولي.

تجدر الإشارة إلى أن فكرة ترحيل الفلسطينيين من القطاع ليست جديدة، إذ سبق أن طرحها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عام 2020، حين اقترح إجلاء نحو مليوني فلسطيني لإعادة إعمار غزة. لكن الخطة ووجهت حينها برفض عربي واسع، وأُسقطت لاحقًا.

وتشير تقارير إعلامية إلى أن إسرائيل تعمل على خطة لتجميع سكان قطاع غزة – البالغ عددهم نحو مليوني نسمة – في منطقة صغيرة قرب الحدود المصرية، وهو ما أثار مخاوف إقليمية ودولية من نية إسرائيل تنفيذ عملية تهجير جماعي. ويُذكر أن شركاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من اليمين القومي المتطرف لطالما دعوا إلى تنفيذ مثل هذه الخطط منذ سنوات.